من مميزات الإبل سواء كانت نوق او جمال هي استغلالها الموارد العلفية والموارد المائية الشحيحة، وتلك الميزة للإبل تدفعنا نحن شركة نوق NOUG لكي نناقش الجهاز الهضمي عند الإبل بالتفصيل في تلك المقالة، وكل هذا الجهد الذي نبذله محركنا الرئيسي له هو الإجابة علي كل تساؤلاتكم، وحبنا الشديد لمنتجات نوق وخصوصاً حليب نوق.
الجهاز الهضمي عند الإبل – الجهاز الهضمي عند النوق والجمال
تصنف الإبل سواء كانت نوق او جمال كحيوانات شبه مجترة، لأنها تختلف عن المجترات الحقيقية كالأبقار والأغنام في عدة نقاط أهمها:
- وجود منطقتين غديتين على الكرش كل منهما مقسمة تشريحيا إلى أكياس غدية في فتحاتها عضلات قابضة وتحتوي على سائل مخاطي يختلف في شكله وتركيبه عن باقي محتويات الكرش.
- غياب الغرفتين المحددتين في المعدة المركبة للمجترات وهما المعدة الثالثة والمعدة الرابعة، إذ يحل محلهما في الإبل غرفة واحدة أنبوبية الشكل.
- اختلاف حركة الكرش.
- غياب الحويصلة الصفراوية.
- وجود الأنياب في فم الإبل
وعلى الرغم من هذه الفروق فإن الإبل تجتر غذاءها، ويتم تخمر هذا الغذاء ويتعرض للهضم الميكروبي كما هي الحال في المجترات، وينتج عن ذلك الأحماض الدهنية وتتحول المركبات الآزوتية إلى بروتينات ميكروبية ووحيدات خلية ذات قيمة غذائية هامة للحيوان.
ويتألف الجهاز الهضمي عند الإبل كالحيوانات الأخرى من عدة أجزاء تبدأ بالفم الذي يتميز في الإبل بشفة عليا مشقوقة طوليا وشفة سفلى متدلية تعملان كالأصابع لالتقاط المادة الغذائية، ويغلف الحنك غشاء خاص يحتوي على حليمات قمعية الشكل تتجه نحو الخلف وتستطيع تحمل الأشواك القاسية التي تستهلكها الإبل عادة في المناطق الصحراوية؛ وللإبل أنياب إضافية قوية تميزها عن المجترات الحقيقية وبذلك يكون عدد الأسنان الدائمة في فم الإبل ٣٤ بالمقارنة مع ٣٢ في الأغنام، مع ملاحظة أن الأنياب لا تظهر في الـ نوق.
وتختلف أجزاء المعدة المركبة في الإبل عنها في المجترات الحقيقية مثل الأبقار والأغنام والماعز بما يلي:
- تتموضع على السطح الخارجي للكرش منطقتان من الأكياس الغدية، تقع المنطقة الأولى على الجهة الوحشية، بينما تقع المنطقة الثانية على الجهة الأنسية للكرش، وتوجد طبقات مخاطية مماثلة تغطي كل من الشبكية والورقية تقريبا؛ والأكياس الغدية عبارة عن غدد تفصل بينها أغشية مخاطية مغطاة بنسيج ابتدائي عمودي يحتوي على غدد أنبوبية مستقيمة وقصيرة يبلغ عددها نحو ١٠٠ مليون غدة.
ومن المحتمل أن تقوم الأكياس الغدية بدور أساسي في امتصاص منتجات التخمر في الكرش، أو أنها منطقة مساعدة لإفراز الغدد اللعابية تضيف كميات كبيرة من السوائل إلى الكرش، كما يمكن أن تكون هاتان الوظيفتان متناسقتين معاً؛ ومن الجدير بالذكر أن الجدار الداخلي لكرش المجترات يحتوي على غدد مماثلة للأكياس الغدية المتموضعة على الجدار الخارجي لكرش الإبل لكن ليس بنفس التطور والوضوح. - تكون الشبكية أو المعدة قوية في المجترات، وسطحها الداخلي مخطط كما في قرص شمع النحل وتغلفه حليمات متقرنة بينما تكون في الإبل مغلفة بأكياس غدية تخزن نحو لترين من الماء فقط.
- تنفصل الورقية (المعدة الثالثة) عن المعدة الحقيقية (الرابعة) بوضوح في المجترات، وتحتوي على عدة طبقات تبطنها حليمات ،قرنية، أما في الإبل فالورقية عبارة عن أسطوانة طويلة يصعب تفريقها عن المعدة الحقيقية من الخارج، ويظهر في الداخل انقطاع بسيط في طبقات الوريقات تغلفه غدد أنبوبية تميز الورقية عن المعدة الحقيقية.
- لمعدة الحقيقية (الرابعة) هي الجزء الوحيد من المعدة المركبة الذي يحتوي على غدد في المجترات، أما في الإبل فهي صغيرة وتحتوي على منطقتين من الأغشية المخاطية، الأولى في الأمام وتشغل ثلثي المعدة وتحتوي على غدد فندس، والثانية تشغل الثلث الأخير وتحتوي على عدد مفرزة للأحماض والمواد الهاضمة.
- تختلف أطوال الأمعاء الدقيقة والغليظة في الإبل عنها في المجترات الحقيقية.
- يختلف شكل الكبد وتغيب الحويصلة الصفراوية في الإبل، كما يتميز شكل الطحال بأنه مقوس، ولونه قرمزي.
مقالة ذات صلة: أجزاء جسم الإبل – أجزاء جسم النوق والجمال
إفرازات الجهاز الهضمي في الإبل
يفرز اللعاب من عدد من الغدد اللعابية أكبرها الغدة النكفية التي تنتج نحو ١٢- ٢١ ليتراً من اللعاب يومياً، وتنخفض هذه الكمية إلى الخمس في الإبل العطشى، ويكون اللعاب الناتج عن الغدة النكفية معتدلا إلى قلويا يحتوي على نسبة مرتفعة من الفحمات الثنائية، وكذلك يحتوي لعاب الإبل على نسبة من اليوريا العائدة من الكبد، حيث تعود اليوريا من اللعاب إلى الكرش مرة ثانية لتستخدمها فلورا الكرش في تصنيع البروتين النافع؛ ويتألف سائل الكرش في المجترات من اللعاب أساسا، أما في الإبل فيتألف من اللعاب ومفرزات الأكياس الغدية.
سائل كرش الإبل ذو ضغط حلولي منخفض (أدنى من بلازما الدم بنحو ٢٠%) وعلى الرغم من ذلك يكون الأس الحامضى في كرش الإبل وكرش المجترات الحقيقية متشابها، لكن كمية الأحماض الطيارة تكون أعلى في الإبل؛ أما في المعدة الحقيقية فيتم إفراز العصارات المعدية كما هي الحال في المجترات وكذلك في الحيوانات ذات المعدة الواحدة، وتكون الحموضة مرتفعة في هذه المنطقة.
الهضم عند الإبل
يتم مضغ المواد العلفية بشكل غير كامل في الفم بعد أن تبلل باللعاب، ثم يبدأ الهضم بواسطة فلورا الكرش التي تتألف أساساً من بروتوزوا الأنتودينيوم ۷۰% entodinum، وبروتوزوا الأبيدينيوم epidenium وأجناس أخرى 30%؛ وفي كرش الأغنام يلاحظ وجود بروتوزوا هوليتريشا عوضاً عن الابيدينيوم.
وينخفض عدد البروتوزوا في الاغنام في حالة العطش بخاصة الانتودينيوم، بينما يبقى العدد ثابتاً في الإبل لكن يلاحظ زيادة الانتودينيوم على حساب الابيدينيوم، أي عندما تعطش الإبل تزداد أعداد بروتوزوا الأنتودينيوم.
وتختلف حركة المعدة المركبة في الإبل عنها في المجترات الحقيقية ويكون محتوى الجزء العلوي من الكرش جافا، والجزء السفلي نصف سائل، وفي مناطق الشبكية والأكياس الغدية سائلا، أما محتوى الورقية فيكون جافا، مما يؤكد أن امتصاص الماء من القناة الهضمية يتم في هذا الجزء؛ ويتم إفراز الماء إلى المعدة الحقيقية بمعدل ١٥% الماء الذي يتم امتصاصه من الورقية، وبالتالي فإن مادة الكيموس من الداخلة إلى الأمعاء تكون سائلة.
وتهضم الإبل المادة الجافة والألياف الخام بدرجة أفضل من المجترات الحقيقية سواء في النباتات الرعوية أو في الأتبان أو في مواد علفية عالية القيمة الغذائية مثل البرسيم الحجازي أو البرسيم المصري.
وقد يعود ذلك أساسا إلى طبيعة حركة المواد المركبة في الإبل من جهة، وإلى تعريض الألياف الخام للهضم الميكروبي لمدة أطول وذلك عن طريق دفع الأجزاء النباتية الصغيرة (٠,١ ملم) إلى القناة الهضمية وإبقاء الأجزاء الكبيرة (اسم) في الكرش مما يؤدي إلى هضم أفضل للألياف وإطلاق كميات مناسبة من الأحماض الدهنية الطيارة (الطاقة) خاصة في وجود الآزوت (اليوريا) الذي يتحول في مثل هذه الحالة إلى بروتين ميكروبي يتم هضمه في الأجزاء التالية من الجهاز الهضمي.
أما بالنسبة لهضم البروتين الخام في المعدة الحقيقية فإنه أعلى في الأغنام وفي الماعز عنه في الإبل، إلا أن الاستفادة من البروتين المهضوم أفضل في الإبل خاصة عندما تكون الأعلاف فقيرة في الآزوت وذلك نظرا لإعادة استخدام الآزوت – اليوريا (Urea re recycling)، إذ تستطيع الإبل الاحتفاظ بنسبة آزوت (۱۹,۸۷%) أعلى من الأغنام (١٥,١٤%) أو الماعز (١٢,٦٨%%) من الآزوت المستهلك عندما تقدم لها نفس العلائق؛ كما أن نسبة الآزوت المتبقي في الجسم إلى نسبة الآزوت المهضوم تكون في الإبل (٤٢,١٧%) أعلى من الأغنام (٣٢,٦٣%)، والماعز (۲۷,۹۸%).
مقالة ذات صلة: فحص وتقييم الإبل – فحص وتقييم النوق والجمال
وفي الختام، أشعر أننا قد أجبنا عن كل تساؤلاتكم عن الجهاز الهضمي عند الإبل سواء كانت نوق او جمال، ولو عندك إستفسار آخر لا تتردد في السؤال، وكل ما نطلبه منك في المقابل هو رأيك في منتجات نوق وخصوصأ حليب نوق، وان تستغل الفرصة التي لا تعوض لإمتلاك نطاق نوق.
المصادر
التركيب التشريحى للجهاز الهضمى والعظمى فى الإبل – كنانة اونلاين
الجهاز الهضمي فى الإبل مع د.فاطمة رمضان – د. فاطمة رمضان – researchgate