وسم الإبل سواء كانت نوق او جمال موجود منذ قديم الزمن، فلكل قبيلة من القبائل العربية وسم خاص بها دون القبائل الأخرى توارثته أباً عن جد؛ فيا تري ما هو الوسم، وما هي أهميته، وما هي قواعده؛ هذا ما ستوفره لك مقالة اليوم المقدمة من شركة نوق NOUG؛ فحبنا لجميع منتجات نوق وخصوصاً حليب نوق هو الدافع الرئيسي لكتابة تلك المقالات الرائعة.
ما هو الوسم؟
الوسم ابتكار بديع ومدهش ابتكره العربي لتحديد ملكية جميع الأنعام وخاصة الابل سواء كانت نوق او جمال، وحفظ العربي هذا الوسم وأخذ يتوارثه أباً عن جد ويحرص عليه وعلى معرفته كحرصه على معرفة الأنساب، والوسم علامة تشبه الوشم إلا أن الوشم نقش على جسم الانسان والوسم علامة ثابتة فارقة على جسم الحيوان وذلك لتحديد ملكية أي حيوان مثل (الإبل والبقر والغنم) أما (الخيل والبغال والحمير) فإنها لا وسم لها وأكثر ما يكون الاهتمام بوسم الإبل لأنها أكثر الحيوانات تعرضاً للضياع وللنهب والذهاب بعيدا عن مقر أصحابها وموطنها بحثا عن الكلأ.
والوسم أشبه ما يكون بالعلامة التجارية المسجلة إن لم يكن هو الأساس للعلامات التجارية إذ أن العلامات التجارية ما هي إلا وسم على البضائع، إلا أن الوسم أكثر ترتيبا وأكثر دقة من العلامات التجارية، فالوسم علامة مميزة وثابتة على الحيوان يتسلسل حتى يصل إلى صاحب ذلك الحيوان فمعرفة الوسم تقود إلى معرفة صاحبه.
قواعد الوسم
وللوسم قواعد وهي : أنه لكل قبيلة أو عشيرةوسم عام تتفرع منه شواهد أخرى وهذه الشواهد تحدد بدورها انتماء هذا الحيوان إلى أي فرع أو فخذ من القبيلة أي أن هناك وسما عاما يحدد القبيلة أو العشيرة ومن ثم يتبعه وسم فرعي يحدد فر ع القبيلة أو العشيرة. ومثال على ذلك :
لنفرض أن اسم العشيرة (أ) وأن فرع من هذه العشيرة اسمه (ب) وأن فرع آخر من نفس العشيرة اسمه (ج) وأن وسم العشيرة (أ) هو هذه العلامة ( ∏) على الرقبة من اليمين وأن الشاهد لفرع القبيلة (ب) هذه العلاسة ( = ) على الفخذ الأيمن وأن وسم شاهد الفرع الآخر (ج) هذه العلامة (∐) على الفخذ الأيمن أي أن البعير إذا وجد بعد أن كان مفقودا وعلى رقبته من الناحية اليمنى هذه العلامة ( ∏ ) وعلى فخده من الناحية اليمنى هذه العلامة ( = ) فإنه بدون جدال سوف يسلم الى فرع القبيلة ( ب ) أما لو وجد عليه هذه العلامات التالية (∏ )، (∐ ) في مواضعها فإنه يسلم الى فرع القبيلة (ج) وفرع القبيلة بدوره يسلمه إلى صاحبه.
وكما يبدو أن العلامات التجارية قد اقتبست من هذا الوسم إذ أن العرب كانوا يضعون وسومهم على بضائعهم عندما تنقلها القوافل من مدينة إلى مدينة أخرى لتلافي اختلاط البضائع؛ ويحدد الوسم عادة على جسم الحيوان بالكي وبأدوات خاصة مجهزة لذلك تسمى (الميسم) أما العلامات الأخرى مثل (الجرفة، الشلقة) فتحدد بواسطة أدوات حادة.
ومثل ما يحدد رمز الوسم فإنه يحدد كذلك موضعه من جسم الحيوان كأن يكون حلقه (O) على الفخذ الأيمن أو باكورة (ſ) على الرقبة من اليمين أو عرقاة (+) على الفخد الأيسر وهكذا، ورموز الوسم كثيرة فلكل قبيلة وسم ولكل فخذ من القبيلة شاهد ولكل عائلة في مدينة معينة وسم وشاهد وقد تتقارب هذه العلامات في الشكل ولكن مواقعها في جسم الحيوان تختلف ومن رموز وإشارات الوسم ما يلي :
الباعج (M )، الباكورة (ſ)، العرقاة (+) الهلال (🌙)، المغزل (T )، المحجان ( ζ ) الحلقة ((0)، الجرفه (جرف الجلد)، شكل الباب، الشلقه (شق الأذن طولياً)، المشعاب (Y)، الحيه (🐍) المشط، الأربع (≣) ، الخمس، والجدعة وهي أن يقطع طرف الأذن فيجدع.
وهذه العلامات والرموز كثيرة ولكل منطقة ولكل قبيلة وفروعها رموز وأسماء خاصة لعلامات الوسم لديها، وأحيانا تنقش هذه العلامات على الصخور فيظن من يجهل الوسم أنها كتابات غير معروفة بينما هي في الواقع رموز للوسم مثبتة في تلك الصخور للرجوع إليها أو أن بعض الرعاة يحفرونها للتسلية وللدلالة على مدى قدرتهم على معرفة عدد كبير من الوسوم.
مقالة ذات صلة: مناداة الإبل أو الحداء – مناداة النوق والجمال
الوسم في الشعر العامي
وكثيرا ما يرد ذكر الوسم في الشعر العامي، فقد قال خلف الأذن :
وجدى على الشعلان (وسامة الدال) – اسباب وكاف الحمر من كردها
اللي لياركبو على كل مشوال – كم سابق بالكون عاقو جهدها
ويقول ساكر الخمشي عن الوسم :
ياراكب اللي وسمها عارفينه – حدرمن الثفنه على الساق مدار
مردات قيض للبراري سفينه – تعبا لجداع القرانيس بالغار
كنه تلذع سارق متهمينه – طارت عيونه شايفن بشعة النار
حمرا تهاوز ظلها من قرينه -عين العديم لياسمع صحية الجار
وقد ورد تشابه في معنى هذا البيت الأخير من القصيدة وبيت خلف أبو زويد الذي يقول فيه : عين العديم اللي سمع صيحة الجار – وعى وله عند الملازيم عاده
وقال جروان الطيار العنزي عن الوسم :
جبنا انياق بالمفالي مقيمات – وضح مواليف لصوت (الشياعي)
وضح الوبرماهن من الوضح بهقات – كدر تقل متمرغات بقاعي
(أوسومهن بخشومهن تقل اشارات – مثل عصافير الطيور المقاعي)
مقالة ذات صلة: الجمال والنوق في الشعر النبطي (العامي) – الإبل في الشعر النبطي
الأمثال التي ضربت عن الوسوم
الأمثال التي قيلت في الوسم :-
- لا يسم وسمي ولا يرسم رسمي – يضرب هذا المثل للمبالغه في بعد النسب
- تتغير الرسوم ولا تتغير الوسوم
- وسومها على خشومها
- ما عليها قدحة بنار – يضرب هذا المثل للإبل الغفل التي لا وسم عليها
- وسمك هو أصلك
- وسمه اسمه
- الوسم وجه راعيه
مقالة ذات صلة: الجمال والنوق في الأمثال العربية – الإبل في الأمثال العربية
موقف الشرع من الوسم
وأما وسم الغنم لتمييز بعضها عن بعض، فإن كان في الوجه فإنه يحرم، لما رواه مسلم وأحمد والترمذي وصححه عن جابر رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضرب الوجه، وعن وسم الوجه؛ وفي لفظ: مُرَّ عليه بحمار قد وسم وجهه، فقال: لعن الله من وسمه. وعن أبي داود: أما بلغكم أني لعنت من وسم البهيمة في وجهها أو ضربها في وجهها. قال في (المقنع): ويحرم وسم في الوجه، وأما إن كان الوسم في غير الوجه فهو جائز إذا كان لغرض صحيح.
وعن أنس رضي الله عنه قال : لما ولدت أم سليم قالت لي : يا أنس انظر هذا الغلام فلا يصيبن شيئا حتى تغدو به إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحنكه قال : فغدوت فإذا هو في الحائط وعليه خميصةً حوتيةْ وهو يسم الظهر الذي قدم عليه في الفتح . ( اخرجه مسلم في صحيحه )؛ وفي هذا الحديث بيان ما كان عليه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من التواضُعِ وفِعلِ الأشغالِ بيَدِه ونَظَرِه في مصالحِ المسلِمين، وفيه مَشروعيَّةُ عمل الوسم للإبل سواء كانت نوق او جمال.
وفي الختام، أظن أننا قد غطينا جميع المعلومات عن وسم الإبل سواء كانت نوق او جمال، وإن كان هناك شيء غفلنا عن ذكره فنحن بانتظارك في قسم التعليقات لتذكرنا يه ولتخبرنا رأيك أيضا في حليب نوق، وعلى كل حال نود ان نعلمك بأنه هناك فرصة متاحة لشراء نطاق نوق، وتلك الفرصة ربما لن تتكرر، فلا تدعها تفلت من يديك.
المصادر
- من أين أتت وسوم الإبل وما علاقتها بالحروف والأرقام العربية؟ – الشرق الأوسط
- ما حكم وسم الأنعام بالكيّ في الوجه وغيره؟ – الإمام ابن باز