الإبل سواء كانت نوق او جمال من أكثر الحيوانات تكيفًا مع البيئات القاحلة والصحراوية فهي تتميز بقدرة مدهشة على تحمل العطش والجوع لفترات طويلة، ونحن في شركة نوق NOUG خصصنا تلك المقالة للحديث عن قدرة الإبل علي الصمود في وجه العطش والجوع والحرارة العالية، ودافعنا من وراء كل هذا الجهد هو حب منتجات نوق وخصوصاً حليب نوق.
تأقلم الإبل مع الحرارة العالية – تأقلم النوق والجمال مع الحرارة العالية
تبقى حرارة جسم الإبل غير ثابتة (متغيرة ) وفقاً لعمق المنطقة من الجسم وللفصل السنوي ، والوقت من اليوم ، فدرجة حرارة الجلد هي أقل من درجة حرارة المناطق العميقة في الجسم، وتتدرج الحرارة بالارتفاع من الخارج نحو الداخل، وفي الشتاء صباحاً تتراوح ما بين ٣٤ – ٣٥ درجة، وفي الظهيرة صيفاً ما بين ٤٠-٤١ درجة، وهكذا تحتفظ الإبل بحرارة جسمها في النهار وذلك لخفض ما تفقده من الماء عن طريق التبخير لتصرفها في الليل بوساطة الإشعاع والتوصيل مما يوفر ٥ ليترات أي ۳/۲ (ثلثي) الماء الذي يستخدم للتخلص من هذه الحرارة في الظروف الاعتيادية.
وعلى هذا فإن الجهاز المنظم لحرارة جسمها يحميها من الاحتباس الحراري أولاً، ويساعدها على تحمل حرارة الوسط المحيط العالية ثانياً، حيث تصل حرارة الجو في الصحراء صيفاً عند الظهيرة إلى نحو ٦٠ درجة أحياناً، ورغم ذلك فإنه لم يذكر أن الإبل تعرضت إلى الإصابة بضربة الشمس لأنها تأقلمت على العيش في البيئة الصحراوية القاسية.
تحمل الإبل للجوع – تحمل النوق والجمال للجوع
هناك بعض الخصائص والصفات الحيوية التي تنفرد بها الإبل والتي جعلت منها حيواناً متميزاً في قابليته على التحمل وعلى التكيف مع بيئته لأبعد الحدود ، والذي لا يوازيه بهذه الصفات حيوان آخر ، ويمكن اختصار هذه الخصائص بالنقاط التالية :
- تمتاز الإبل بقدرتها العالية على تخزين كميات كبيرة من الدهون الاحتياطية في سنامها قد تصل إلى نحو ١٠٠ كغ أو أكثر يستخدمها الحيوان في حالات نقص التغذية وعوز الماء
- تمتاز المعد الأمامية (الكرش ، والشبكية ، والورقية الضامرة) عند الإبل بسعتها الكبيرة للغذاء حيث يمكن أن تستوعب نحو ٢٥٠ كغ ، وهذه السعة تفوق سعتها عند الأبقار بنحو ٥٠ – ٧٥ كغ.
- تمتلك الإبل مقدرة كبيرة على الاستفادة من النباتات الفقيرة بمكوناتها الغذائية (النباتات الشوكية) وتحويلها إلى بروتين ووبر وجلد وحليب وغير ذلك، وقد علل بعض الباحثين بأن كبر حجم جهاز الهضمي لدى الإبل يشكل عاملاً من العوامل التي تجعل من الجمل حيواناً يتحلى بالصبر على الجوع والذي يساعد في طول فترة مكوث الغذاء فيه، مما يتيح فرصة كبيرة للنبيت الجرثومي Microflora الذي يقطن في الكرش للقيام بهضم السيلليوز والأغذية الجافة بكفاءة عالية حيث تشكل المصدر الرئيسي في غذاء الإبل.
- يعتقد بوجود عناصر أو مواد ذات فعالية كيميائية في الكرش غير مدروسة جيداً لها تأثير فعال على ألياف السيلليوز بطيئة أو عسيرة الهضم والتي تمكث طويلاً دون تفتيت في الكرش بسبب غياب أو ضمور الورقية .
- من الملاحظ أن الإبل تتميز بقدرة فائقة على الاستفادة من النواتج الاستقلابية الآزوتية (BUN) بوساطة النبيت الجرثومي Microflora الذي يحولها إلى بروتينات جرثومية تدخل في بنى الأحياء الدقيقة التي يتكون منها هذا النبيت، لتهضم هذه بدورها في المعدة الرابعة (الأنفحة) وتتحول إلى بروتين تستفيد منها عضوية الإبل ذاتها متميزة بذلك عن بقية الحيوانات المجترة التي تطرح معظم هذه النواتج مع البول دون الاستفادة منها.
مقالة ذات صلة: صفات الإبل – صفات النوق والجمال
مقالة ذات صلة: أمراض النوق والجمال – أمراض الإبل في الوطن العربي
تحمل الإبل للعطش – تحمل النوق والجمال للعطش
تعد الإبل أكثر الحيوانات تحملاً للظروف الطبيعية والغذائية التي تواجهها كشح الماء وعوز الغذاء مع ارتفاع درجة حرارة الجو، فالإبل لها قدرة كبيرة على تحمل العطش الشديد لمدة طويلة، فإذا كان الجو حاراً فإنها تتحمل العطش مدة نحو ۱۱- ۱۷ يوماً، وإذا كان الجو معتدلاً وجافاً والعلف المقدم لها أخضراً رطباً فإنها تتحمل العطش مدة نحو ٥٠ يوماً، وإذا كان الجو رطباً والعلف أخضراً رطباً فإنها تتحمل العطش نحو مدة ٦٠ يوماً، وتبقى الإبل على قيد الحياة حتى ولو فقدت ٣٥% من وزن ماء جسمها أو نسبة ۱۰/۱من ماء (بلازما) الدم .
ويختلف احتياج الإبل للماء حسب أمور عدة منها طبيعة النباتات الرعوية التي تتناولها ودرجة رطوبتها، ودرجة حرارة الجو، وسرعة الرياح ، وشدة أشعة الشمس، وطبيعة استخدام هذه الحيوانات؛ وللعلم السر الحقيقي الذي يكمن وراء تحمل الإبل للعطش ما زال خفياً وقيد الدراسة والبحث، إلا أن الباحثين قاموا بتحديد عدد من العوامل التي قد تساهم في ذلك نذكر منها :
- كبر حجم المعد الأمامية (الكرش ، والشبكية) عند الجمال حيث تبلغ سعتها الكلية نحو ٢٠٠-٢٥٠ ليتر بالإضافة إلى ذلك فإن كرش الإبل يحتوي على جيوب (حجرات) مائية إضافية منفصلة عن بعضها بطيات جلدية حافتها مجهزة بعضلات عاصرة تستطيع الإبل السيطرة على إرخائها أو إغلاقها، وتبلغ سعتها نحو ٥-٧ ليتراً من الماء الذي يعد مصدراً احتياطياً من مصادر إمداد الإبل بالماء وقت الحاجة و ويوجد في قعر الأكياس المائية غدد يقدر عددها بمئة مليون غدة تقوم بإمداد الكرش بالماء على شكل سوائل شبيهة باللعاب
- يعد السنام مخزناً احتياطياً تستخدمه الإبل ليس فقط في حالة نقص الغذاء الشديد فحسب بل ومن أجل تأمين جزء من احتياجها من الماء، فهو مستودع للماء بما يحتويه من دهون تستقلب فتحصل الإبل منها على كمية من الماء الإضافي يدعى بالماء الاستقلابي Metabolic water، وتقدر كمية الدهون في السنام بنحو ٤٠ كغ، ويعد حجم السنام مؤشراً حقيقياً لحالة الحيوان الصحية؛ وقد تبين أن جسم الجمل يمكنه أن يحصل على ما يعادل ٤٠ ليتراً من الماء الاستقلابي نتيجة لأكسدة دهن السنام، وذلك لأن أكسدة ١٠٠ غ دهن ينتج بنحو ۱۱۰ مل أو أكثر من الماء، أي أنه عند أكسدة ٢٠ كغ من دهن السنام ينتج نحو ۲۲ ليتراً من الماء ، في حين أن أكسدة ذات الكمية من الكربوهيدرات تعطي نحو 50مل فقط من الماء.
- يعتبر بعض الباحثين أن الجمال لا تعتمد فقط على الماء الاستقلابي التي تحصل عليه من دهن السنام ، بل يمكنها بوساطة مخاطية تجويفها الأنفي أن تستخلص الماء من الهواء وتمتص رطوبته أثناء التنفس بنسبة ٦٨ % تقريباً، وذلك بفضل البنية الخاصة للجهاز التنفسي وخاصة بطانته مخاطية الأنف، حيث تستطيع الاحتفاظ بنسبة كبيرة من الرطوبة الموجودة في هواء الزفير بفضل كبر حجم أنفها وتجعدها مما يكسبها مساحة واسعة، ويمكن للإبل بهذه الطريقة أن تحتفظ بمعدل ٧٠% مما يحمله الهواء الزفيري من ماء.
- تتميز الإبل بسماكة جلدها ووفرة وطول وبره، لذا فإنه يتمتع بأهمية خاصة في المحافظة على الرطوبة لأنه يحد من التبخر بصورة ملحوظة، وقد تم إثبات ذلك بين الإبل قبل جز الوبر وبعده، ويلاحظ أن السنام والجزء العلوي من جسم الإبل مغطى بوبر كثيف يسقط معظمه بعد انتهاء الشتاء، وإن ما يتبقى منه في الصيف يعزل جلد الحيوان عن الوسط المحيط الساخن فيقلل من تعرضه للحرارة وبالتالي يحد من درجة التعرق فيحافظ الحيوان على رطوبة أعضائه.
- تتميز كلية الجمل بأنها تستطيع الاحتفاظ بالماء وإفراز بول شديد التركيز عند الضرورة ، ويمكنها طرح بول مركز جداً تبلغ درجة ملوحته /٣/ أضعاف ملوحة البحر.
- من العوامل التي تساعد الجمل على الاحتفاظ بالرطوبة وتوفير الماء هي انخفاض عدد مرات التنفس الذي يبلغ ۸-۱۰مرات في الدقيقة بينما يصل هذا العدد عند الأبقار حتى ٢٥ مرة في الدقيقة ، وبذلك تنخفض نسبة الرطوبة المطروحة بهذا الطريق ، بالإضافة إلى ذلك فإن الإبل لا تفتح أفواهها مطلقاً في حالة السير أو في الحالات غير الضرورية .
- يستطيع دم الجمال الاحتفاظ بالماء بنسبة أعلى من الحيوانات الأخرى، ويساعد في ذلك شكل كرات الدم الحمراء البيضاوية بينما هي قرصية الشكل عند الحيوانات الأخرى، فشكلها البيضاوي والمقعر قليلاً من الوجهين Concave يجعلها تقاوم التكسر والانفجار عندما تشرب الإبل كمية كبيرة من الماء بعد تعرضها للعطش لفترة طويلة، وعندما يعطش الجمل عطشاً شديداً لدرجة أنه يفقد نحو ۳۷% من وزنه فإن شهيته لتناول الغذاء تضعف أو تنعدم، وعند نهاية فترة العطش لوحظ ارتفاع في عدد كريات الدم الحمر ونقص عدد البيض، إلا أن حجم الكريات الكلي لا يتغير، وهذه الخصائص الهامة فيزيولوجياً تجعل من الإبل حيوانات تتأقلم مع العطش الشديد بصورة جيدة .
- تتمتع الإبل بمقدرة عالية في المحافظة على ما تحويه أعضائها من الماء وتقتصد في استخدامه، وترتبط هذه المقدرة بآلية ضبط التوازن الحراري في أعضائها، فعلى الرغم من أن الإبل من الحيوانات ذات الدم الحار إلا أن درجة حرارة جسمها ليست ثابتة باستمرار، حيث ترتفع صيفاً في الأوقات الحارة من النهار وتنخفض في الأوقات الباردة من الليل وخاصة في البيئة الصحراوية، وقد يصل الفرق في درجة حرارة جسم الإبل بين الليل والنهار إلى نحو ٦-٧ درجة مئوية أو أكثر، وهذه القابلية في تبدل درجة حرارة الجسم تزداد إذا ما تعرضت الإبل للعطش لمدة طويلة، وذلك باختزال كمية ما تفقده من الماء عن طريق التعرق والتبخير، ونتيجة لهذا التفاوت الكبير في درجات حرارة جسمها التي تتراوح بين ٣٥-٤١ درجة مئوية تزداد سعة الجسم لاختزان الحرارة.
ومن الملاحظ أن الجلد أقل من درجة حرارة الأجزاء العميقة من الجسم حيث تتدرج الحرارة بالارتفاع من الخارج نحو الداخل ، كما أن ارتفاع درجة حرارة جسم الإبل في النهار تحد من كمية الحرارة المكتسبة ولا يضطر الحيوان إلى التعرق إلا إذا تجاوزت درجة حرارة جسمه ٤١ درجة مئوية في منتصف النهار ، وفي الليل وعند انخفاض درجة حرارة الوسط المحيط يفقد الحيوان الحرارة الزائدة بطريق الإشعاع والتوصيل ، كما أن ارتفاع حرارة جسم الإبل حتى ٤١درجة مئوية يؤدي إلى تقليل التبادل الحراري بين الجسم والوسط المحيط وبالتالي إلى الحد من فقدان الماء أثناء النهار عن طريق التعرق، وكذلك لعمليات الاستقلاب والتمثيل الغذائي عند الإبل حساسية طبيعية لتقلب درجات الحرارة ، ومن ميزات تقلب حرارة الجسم أنه إذا تساوت درجة حرارة الجسم مع حرارة الوسط المحيط لا يبق أي أثر للماء في الجسم، فالجمل الذي يزن نحو ٥٠٠ كغ يخزن في جسمه ٢٥٠٠ سعرة حرارية ويوفر ما يعادل ٥ ليترات من الماء يومياً، والتي تحتاجها الإبل لصرف هذه السعرات من جسمها بالتعرق ، ومن الملاحظ أنه بعد العطش الشديد تشرب الجمل ما يقارب ۱۲۰ ليتراً من الماء مرة واحدة خلال ۱۰ دقائق فقط حتى ولو كان الماء مالحاً ، ثم تشرب نحو ۸۰ ليتر في المرة الثانية وبنفس اليوم .
مقالة ذات صلة: التشوهات الخلقية في الإبل – التشوهات الخلقية في النوق والجمال
وفي النهاية، نتمني ان تكون المعلومات المذكورة في هذه المقالة خطوة على الطريق الصحيح للمساعدة على ان نتفكر في خلق الله عز وجل، وللمساعدة في زيادة الاهتمام بالإبل؛ ونحن في شركة نوق NOUG كل ما نريده منكم هو رأيكم الصادق في منتجات نوق وخصوصاً حليب نوق، وان تستغلوا الفرصة التي لن تصادفوا مثلها كثيرا في الحياة وهي إمتلاك نطاق نوق، فمثل تلك الفرص الثمينة لا يتكرر.
المصادر
- هل نظرت إلى الإبل كيف خلقت ؟ – المقاولون العرب
- قدرة الإبل على تحمل العطش – كلية الطب البيطري جامعة اسيوط