تعرف التشوهات الخلقية في النوق والجمال (الإبل) بالشذوذ الخلقي أو العيوب الخلقية أو بالتطورات اللاسوية للجنين، فأحياناً يتم ولادة أجنة متغيرة في أحجامها أو أشكالها، وفي أحيان أخرى يولد الجنين بزيادة أو نقص في بعض أجزاء جسمه، وعادة ما تُكتشف العيوب الخلقية سواء كانت في الشكل أو الوظيفة منذ الولادة، وقد يولد الحوار ميتا، فيلفظ الجنين صغيرا من دون أن يسترعي انتباه المربين. وبسبب أهمية معرفة التشوهات الخلقية في الإبل سواء كانت نوق او جمال قد كتبنا نحن شركة نوق NOUG تلك المقالة؛ وهدفنا الوحيد هو مساعدة المربي العربي، ودافعنا هو حب منتجات نوق وخصوصاً حليب نوق.
التشوهات الخلقية في الإبل – التشوهات الخلقية في النوق والجمال
ويبدو أن معظم العيوب الخلقية مرتبطة بالدور الوراثي الوالدين، علاوة على تفاعل العوامل الوراثية مع الظروف البيئية؛ وقد لوحظ أن قابلية النوق (الأمهات) للتأثر بالعوامل الوراثية المضرة أو العوامل البيئية يختلف تبعا لمراحل تخلق الجنين داخل الرحم، فمثلا في مرحلة ما قبل التصاق الجنين بجدار الرحم، نجد أن هناك مقاومة عالية من الجنين تجاه المواد المسببة التشوهات ولكن في مراحل التطور اللاحق الجنين (٤٠ – ٧٠ ) يوم يتأثر الجنين كثيرا بالعقاقير والسموم التي تصله من الأم عن طريق المشيمة والتي قد تؤدي إلى حدوث العيوب الخلقية وبعد هذه المرحلة تزداد مقاومة الجنين مرة أخرى.
أسباب التشوهات الخلقية في النوق والجمال – أسباب التشوهات الخلقية في الإبل
لا تختلف أسباب التشوهات الخلقية في الإبل عن مثيلاتها في الإنسان أو الحيوانات الأخرى، وتتراوح نسبة حدوث التشوهات الخلقية في حيوانات المزرعة ما بين ٠٫٢٪ إلى ٣٪، أما في الإبل فلا تتعدى الحالات التي دونت في الدوريات عشرون صنفا وبناء على ذلك تعد هذه العيوب نادرة الحدوث، وربما يرجع ذلك إلى عدم الاهتمام بهذا الحيوان من قبل، أو عدم تبليغ الدوائر البيطرية بمثل هذه الحالات عند حدوثها، ويوجد العديد من المسببات للتشوهات الخلقية منها ما يلي:
1. الوراثة وعيوب الصبغيات
ترتبط معظم التشوهات الخلقية بعيوب الصبغيات (الكروموسومات) والتي قد تتمثل في ظهور عدد أقل أو أكثر من أعدادها في الأحوال العادية، أو إضافة أو حذف أجزاء منها مما يؤثر على أنماط وتتابع المورثات على الصبغيات، وبهذا تحدث الطفرة التي تؤدي إلى زيغ المورثات المسؤولة عن الصفات الوراثية من على الصبغيات.
2. الفيروسات المسببة للتشوهات
إن مقدرة الفيروسات على إلحاق الضرر بالتطور الجنيني معروف منذ القدم، ولكن من الصعوبة بمكان التفريق بين التشوهات التي تسببها الفيروسات وتلك التي تسببها المورثات أو البيئة المحيطة، ومن أمثلة هذه الفيروسات، فيروس مرض أكابين اللسان الأزرق Akabane Blue Tongue وقد بينت الدراسات وجود هذا المرض في المملكة العربية السعودية في مناطق الأحساء وأبها والخرج.
3. النباتات السامة
لقد عرف منذ القدم أن تناول النوق الحُمَّل (العُشر) وهي في طور تكوين الجنين بعض النباتات السامة، مثل ليوبنس كونيوم (Lupinus Conium) يؤدي إلى حدوث تشوهات في الأجنة، ومن مظاهر هذه التشوهات شقوق الحنك الصلب (cleft palate)، وتقلصات الأوتار وانحناءات في العمود الفقري.
4. النقص الغذائي
يؤدي النقص الغذائي إلى إحداث تشوهات ولادية مثل نقص مركبات اليود الذي يؤدي بدوره إلى إحداث الدراق الولادي، ونقص فيتامين أ (A) الذي يسبب تشوهات بالعين .
5. نقص الإنزيمات الكيميائية
إن نقص الإنزيمات الكيميائية وتجمع خمائر اللايزوزوم وتعرض الحيوان للاشعاعات الذرية ونقص المناعة كلها عوامل تؤدي إلى حدوث التشوهات الخلقية.
مقالة ذات صلة: صفات الإبل – صفات النوق والجمال
مقالة ذات صلة: تحمل العطش والجوع عند الإبل (النوق والجمال)
الأعضاء المعرضة للتشوهات في النوق والجمال – الأعضاء المعرضة للتشوهات في الإبل
إن أكثر ما تشاهد التشوهات الخلقية في الهيكل العظمي في الوجه والعمود الفقري وأجهزة الدعامة، ويمكن مشاهدة أكثر من تشوه في الأعضاء المذكورة، كما تشاهد التشوهات الخلقية في الجلد والأعضاء الداخلية وتجاويف الجسم، ولبعض تلك التشوهات أضرار اقتصادية إذ تقلل من كيفية الاستفادة من ذلك الحيوان؛ وتؤدي بعض التشوهات الخلقية إلى عسر الولادة، ومثال ذلك عيوب العمود الفقري للجنين وهو بداخل الرحم، وإنبعاج السرة، وظهور الأحشاء خارج جسم الجنين؛ وهنالك من العيوب الخلقية ما يستدعي التدخلات الجراحية لإنقاذ الجنين بعد ولادته، مثل انسداد فتحة الشرج الولادي، أو انسداد فتحة المهبل.
ويعد معرفة العيوب الخلقية للحيوان أمر في غاية الأهمية إذ يساعد على انتخاب الحيوانات الممتازة وتجنب تلك التي تحمل مكونات وراثية تؤدي إلى ظهور تشوهات خلقية في صغارها، وبهذا تقل المشاكل الوراثية والصفات غير المرغوبة، وفيما يلي بعض الحالات التي تم تدوينها بالمستشفى البيطري بجامعة الملك فيصل بالأحساء:
1. العمود الفقري والدعامة
تمثل تشوهات العمود الفقري والدعامات الهيكلية أكثر تشوهات الإبل إنتشارا ومنها مايلي:
- رخاوة مفصل الرسغ (Joint Laxity)، ويتميز في إحداث لين بمفصل الرسغ وانحرافه إلى الخلف، وبمرور الوقت تنفرط الأوتار فـيـسـيـر الحـوار على بطن عظم الوظيف، ثم يفقد القدرة على السير، وبعد ذلك يصيبه الإنهاك، وفقد الشهية، وقد يؤدي ذلك إلى نفوق الحيوان.
- تشوه القدم الزاوي (Angular deformity)، ويحدث بسبب اختلاف في نمو نهاية عظم القدم، مما يؤدي إلى انحراف شكل الأصابع والخف، وبعد ذلك تتأثر المفاصل الأخرى مما يؤدي إلى العرج المستديم بصورة مستمرة.
- تعدد الأصابع (Extra digit)، ويتميز بوجود أصبع إضافي بجوار عظم الوظيف فوق الخف، إما في الرجل الأمامية أو الخلفية، وتوضح صور الأشعة أن الأصبع الزائد له ثلاثة سلاميات مثله مثل غيره من الأصابع السليمة، ولكنه يتصل بنهاية عظم الوظيف أحيانا وفي أحيان أخرى يتصل بعظم وظيف إضافي كامل نابع من مفصل الرسغ؛ ويمكن إزالة الأصبع الزائد وملحقاته، ثم الاستفادة من الحيوان لأداء مهامه الأخرى.
- تقاص عظام الرسغ، ويؤدي إلى تقدم عظام الرسغ الى الأمام مما ينتج عنه العرج.
2. الرأس والوجه والجهاز الهضمي
يعد الرأس والوجه والجهاز الهضمي من أجزاء جسم الإبل التي تتعرض للتشوهات ومن تلك التشوهات مايلي:
- استسقاء الرأس – موه الدماغ – (Hydrocephalus)، ويحدث بسبب ترشح السائل الساينوفي الشوكي (Cerebrospinal fluid) داخل الجمجمة وانسداد قنوات التصريف الداخلية، مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط بالجمجمة، وتفكك عظام الرأس، وتحلل المخ؛ وبذلك يكون رأس الجنين كبير للغاية، ويصحب هذه الحالات عسر الولادة.
- انسداد المذخر وضيق الممرات الأنفية، وذلك بسبب تشوه عظام الأنف التي تنحرف وتميل ثم تضغط على تلك الممرات.
- جنف الوجه (Wry face)، ويتميز بانحراف الفكين إما في اتجاه واحد أو في اتجاهين متضادين، وهو مرض ولادي يتفاقم بمرور الزمن.
- العين، وقد يعتريها بعض التشوهات مثل انقلاب الجفون إما للداخل أو الخارج أو ضمور الملتحمة، مما يؤدي إلى حدوث الالتهابات المتكررة.
- قصر الفك العلوي (Prognathism) أو السفلي (Brachygnathism)، ويؤثر ذلك على تناول الطعام وحدوث التهابات بالفم.
- شـق بالحنك الصلب (Cleft palate)، ويتميز بوجود ثقب بالحنك الصلب ويؤدي إلى رجوع السوائل ومواد الاجترار من الفم إلى الأنف، وقد ينجم عنه أمراض أخرى كالالتهاب الرئوي.
- تضخم المرىء (Dilatation of oesophagus)، ويتميز باتساع المريء، وخاصة في المنطقة العنقية، وينتج عنه ترجيع الجرة والتقيؤ المستمر ثم الهزال .
- انسداد فتحة الشرج (Atresia ani)، ويلاحظ في الأيام الأولى من ولادة الجنين، وذلك لعدم التخلص من الغائط (Meconinm)، ويتم علاجها بعمل فتحة شرج جديدة.
مقالة ذات صلة: أمراض النوق والجمال – أمراض الإبل في الوطن العربي
مقالة ذات صلة: الجهاز التناسلي في النوق والجمال – الجهاز التناسلي في الإبل
3. تشوهات الجهاز التناسلي
يصادف في بعض الفحول ظاهرة ضمور إحدى الخصيتين أو إختفاء خصية أو خصيتين داخل التجويف البطني ويؤدي إختفاء الخصيتين إلى العقم، وفي الإناث قد تلاحظ ظاهرة عدم ثقب غشاء البكارة، أو اختفاء دهاليز المهبل (ARTESIA VULVI)، أو ضمور المبيض .
4. تشوهات أخرى
تشمل التشوهات الأخرى التي تلاحظ في أماكن متفرقة من الجسم قصر الأذنين أو انبعاج بعض الأحشاء إلى الخارج (فتح المريطاء)، أو ضمور لباد وسادة مبرك الحمل .
وفي الختام، نتمنى نحن في شركة نوق NOUG ان يزداد الوعي لدى المربيين بأسباب وأنواع التشوهات الخلقية في النوق والجمال، ونتمني ان تكون تلك المقالة خطوة على الطريق الصحيح لتحقيق ذلك الوعي المنشود، وكل من نطلبه منكم هو رأيكم الصادق في منتجات نوق وخصوصا حليب نوق، وان تقوموا بإستغلال تلك الفرصة التي نقدمها لإمتلاك نطاق نوق، فقي الحياة لكي تنجح يجب ان تستغل مثل تلك الفرص.
المصادر
شارك المقال