نقل الأجنة في الـ نوق من التقنيات المهمة التي بدأت في الإنتشار مؤخراً ولا يعرف للأسف الكثير من المربين عنها اي شيء، ولذلك نحن في شركة نوق NOUG قد أخذنا على عاتقنا تزويد مربي الإبل بكل المعلومات التي يحتاجها عن نقل الأجنة في الإبل وغيرها من المعلومات المهمة، ومحركنا الأساسي لكل هذا الجهد هو حبنا لمنتجات نوق وخصوصاً حليب نوق.
نقل الأجنة في النوق – نقل الأجنة في الإبل
نقل الأجنة في الإبل هو إجراء يتم اللجوء إليه لتحسين سلالة الإبل او في حلات عقم الـ نوق، او للحفاظ علي الأنواع المهددة بالإنقراض، فنقل الأجنة هو عملية سحب الجنين من الناقة (المعطية) و نقله إلي ناقة أخرى (حاضنة) والتي تحمله حتى الولادة؛ واستخدمت تقنية نقل الأجنة لسنوات عديدة في الإطار البحثي فقط، لكن السنوات الأخيرة شهدت اهتماماً متزايداً في تطبيق هذه التقنية على نطاق واسع كأداة لتحسين الحيوانات الزراعية، حيث تكمن أهدافها فيما يلي:
- رفع كثافة الانتخاب لتصبح متعلقة بالـ نوق (الإناث) إضافة للذكور (الجمال).
- إسراع معدل زيادة الوحدات الحيوانية ذات الأداء المتميز والتراكيب الوراثية الجيدة.
- تسهيل نقل الموارد الوراثية بين مختلف الدول.
- تأسيس قطعان تتميز بأداء عالي وعدد قليل
وقد بدأت محاولات جمع الأجنة في الجمال في السبعينات وسجلت أول حالة نقل أجنة ناجحة في اللاما عام ١٩٨٥، وقد تتابعت بعدها هذه العمليات وبخاصة في الجمال وحيدة السنام.
مقالة ذات صلة: التلقيح الصناعي عند الإبل – تلقيح النوق صناعياً
تحريض الإباضة الفائقة
يعد نجاح تحريض الإباضة الفائقة من أهم العوامل المؤثرة في نجاح أي برنامج لنقل الأجنة، وقد اختبرت عدة طرائق في تحريض الإباضة الفائقة في الـ نوق كانت أظهرت نجاحاً في الحيوانات الأخرى كهرمون FSH (الهرمون المنشط للجريبات المبيضية) و eCG (هرمون الغشاء الكربوني للفرس) والتحصين ضد المثبطين Inhibin.
وعند استخدام هرمون FSH يتم حقنه مرتين يومياً على ستة أيام وبتوافق مع معالجة بالبروجستيرون عن طريق اللولب PRID، وقد يستخدم FSH بتوافق مع eCG، وتبلغ الفترة من المعالجة إلى تطور الجريب البالغ ٦-٨ أيام، أما عند استخدام eCG فيمكن حقنه مرة واحدة عند أو قبل يوم واحد من انتهاء المعاملة بالبروجستيرون التي تستمر ١٠-١٥ يوماً، أما عند التحصين ضد المثبطين، مما يؤدي إلى زيادة مستويات FSH الداخلي (الذاتي) فينصح بتنفيذ الحقن تحت الجلد أربع مرات يفصل بين الأولى والثانية أسبوعان وبين الثانية والثالثة ثلاثة أسابيع وكذلك بين الثالثة والرابعة.
التلقيح (الجماع) وحث الإباضة
يعتمد بعض الباحثين في جمال السنام الواحد على سلوك الناقة في فترة الشياع لتحديد وقت التلقيح لكن هذه الطريقة لاتعد الأفضل في إدارة الـ نوق المنتجات للأجنة، لذلك يعتمد غالبية الباحثين إلى استخدام معالجة هرمونية لحث الإباضة، كما يفضل استخدام طريقة التصوير براسم الصدى (الايكو) لتحديد الموعد الأمثل للتلقيح من خلال حجم الجريبات المبيضية. ومن خلال ذلك لوحظ ان موجة الجريبات المبيضية تظهر بعد ٣-٥ يوما من المعاملة لتحريض الإباضة الفائقة، حيث تكون قطر الجريبات ٣-٥ ملم، بعدها يزداد قطرها ۱-۲ ملم في اليوم، ويمكن البدء بالتلقيح عندما تصل الجريبات لقطر ۱۰ ملم لكن الاستجابة القصوى تحصل عندما يصل قطر الجريبات إلى ١٤-١٦ ملم.
قد يكفي التلقيح لمرة واحدة وقد يكرر بعد ١٢-٢٤ ساعة، وفي جميع الأحوال ينصح بإعطاء الناقة المانحة حقنة عضلية من هرمون GnRH (الهرمون المنشط للهرمونات المحرضة للمناسل) أو hCG (هرمون الغشاء الكربوني للمرأة) بعد التلقيح الأول لإظهار نوع من التزامن في حدوث الإباضة ( ٢-٣ يوم بعد التلقيح دون معاملة هرمونية و ۲۷-۲۹ ساعة الحقن GnRH أو hCG).
وقبل القيام بعملية جمع الأجنة يتم التأكد من حدوث الإباضة ويمكن تحقيق ذلك بالتصوير بجهاز راسم الصمدي من خلال اختفاء الحويصلات التي كانت مرئية على المبايض قبل التلقيح وملاحظة وجود الأجسام الصفراء على المبايض (يعد ذلك صعبا في الأيام الثلاثة الأولى بعد الإباضة) كما يمكن التأكد من حدوث الإباضة من خلال تحليل هرمون البروجستيرون الذي ترتفع مستوياته في بلازما الدم بعد ٢-٣ يوماً من الإباضة وتصل إلى مستويات عالية بدءاً من اليوم الخامس ويعتقد وجود علاقة ارتباط بين مستوى هذا الهرمون وعدد الأجسام الصفراء المفرزة له.
جمع الأجنة
تستخدم الطريقة غير الجراحية في جمع أجنة الـ نوق (كما الأبقار)، إلا انه يمكن استخدام الطريقة الجراحية (إخراج الرحم خارج الجسم بعد شق البطن) عند الرغبة في جمع الأجنة القناة الناقلة من للبيوض في مرحلة مبكرة جدا في الحياة الجنينية، ويتم في الطريقة غير الجراحية التي يتم إستخدامها غالباً ربط الناقة المانحة في مربط خاص (مربط الجس) أو ربطها في وضعية الاضطجاع، وبعدها يتم إعطاؤها مخدراً ثم يتم تفريغ المستقيم من محتوياته وإدخال القسطر (قياس ١٨-٢٢) إلى عنق الرحم عبر المهبل، كما يمكن التحكم بذلك من خلال المستقيم كما يحدث في الأبقار.
يمكن تنفيذ عملية الشطف الغسيل (Flushing) للرحم في مرة واحدة أو لكل قرن على حدا حيث يعتمد ذلك على مدى انفتاح عنق الرحم وإمكانية خروج سوائل الغسيل منه،و بعد إدخال القسطر المسافة ١-٢ سم خلف الثنية الداخلية لعنق الرحم يتم نفخ البالون بواسطة ٣٠-٥٠ سم٣ هواء لتثبيت القسطر في الرحم بعدها يتم ضخ سائل الشطف بواقع ٣٠-٧٠ سم٣ لعدة مرات ويتم سسب السائل العائد من خلال القناة الثانية للقسطر حيث يجمع في وعاء خاص وتكون كمية سائل الغسيل نحو ۱۰۰۰ سم٣.
ويتعلق معدل نجاح الجمع بعدة عوامل أهمها:
- معدل الاستجابة لتحريض الإباضة الفائقة في الـ نوق المانحات والتي تختلف بنسبة كبيرة.
- عدد مرات التلقيح حيث بلغت نسبة النجاح في الحصول على أجنة ۲۲% لدى تلقيح اللاما مرة واحدة وارتفعت النسبة إلى ٧٢% لدى التلقيح مرتين.
- موعد تنفيذ عملية غسيل (شطف) الرحم حيث لا يصل الجنين إلى رحم الناقة إلا بعد اليوم السادس أو السادس والنصف من الإباضة وبالتالي فان أية عملية جمع قبل ذلك ستؤدى إلى معدل نجاح قليل، وفي الجمل وحيد السنام يتم الجمع عادة في اليوم السابع بعد التلقيح والمعاملة بهرمون GnRH.
- صحة تنفيذ عملية الشطف (الغسيل) التي تعتمد على الممارسة والخبرة.
- انخفاض معدل الخصوبة في الـ نوق المانحات أو في الجمال (الذكور) الملحقة، فقد تصاب الـ نوق بالتهاب البوق أو التهاب بطانة الرحم وغيرها وقد يكون عدد الحيوانات المنوية للذكر غير كاف للإخصاب.
- عمر الناقة المانحة، فمعدل النجاح في الـ نوق بعمر ١٠ – ١٥ سنة يكون أفضل من صغيرة العمر.
- طريقة التلقيح، فالتلقيح الاصطناعي يعطي نسبة نجاح أقل من الطبيعي.
- عدم حدوث الإباضة، حيث يحدث فشل الإباضة في نحو ١٥ – ٢٠% من نوق السنام الواحد، ويفسر ذلك أحيانا بزيادة عدد الحويصلات النامية في دورة واحدة نتيجة التحريض وعدم وجود نسبة مناسبة لهرموني LH (هرمون الإباضة) و FSH (الهرمون المنشط للجريبات المبيضية).
- رداءة نوع الأدوات المستخدمة في الجمع مما يوجب استخدام أدوات معروفة الصلاحية لجمع الأجنة (بعض القساطر تلتصق بها الأجنة).
مداولة الأجنة
بعد جمع سائل الغسيل يتم حضنه في حرارة ٣٧∘ م لمدة ١٥ – ٦٠ دقيقة حيث يتم ترسيب الأجنة خلال ذلك ثم يتم التخلص من معظم السائل والإبقاء على نحو ٣٠سم٣ توضع في أطباق بتري ذات شبكة (۱۳ ملم) ليتم البحث عن الأجنة فيها بوساطة منظار مجسم Zoom microscope، وتكون معظم الأجنة المستحصل عليها من الرحم في مرحلة الأصل الجنيني (البلاستولا) ويكون شكلها كروياً لكن حجمها يكون مختلفا، وعادة يتم تصنيف نوعية الجنين ضمن خمس درجات تتراوح من الجيد جداً إلى غير الصالح للنقل:
- درجة ممتازة، حجم متناسب مع المرحلة كروي بشكل كامل مع سطح ناعم.
- حيث مثل السابق مع بعض الشذوذ في الغرف وخلايا ناتئة قليلة جداً.
- متوسطة التوعية، صغير، وبعض الخلايا الناتئة، بقع غامقة اللون.
- غير جيد فيه منطقة مظلمة من التحلل، وخلايا خارجية كثيرة العدد.
- غير قابل للنقل، أجنة سيئة ومظلمة.
تحضير النوق المستقبلة
يجب اختيار الـ نوق المستقبلة بعناية بالغة بحيث تكون سليمة صحيا وخالية من المشاكل التناسلية ولها طباع سلوكية سليمة وغير متقدمة بالعمر بحيث تكون في عمر (۱۲) سنة او أقل، ويجب تنفيذ برنامج معاملة لها لكي يكون جهازها التناسلي متزامنا فيزيولوجيا مع الـ نوق المانحات بحيث تقع فترة التلقيح في يوم واحد، ومن أجل تحقيق ذلك تستخدم جميع الهرمونات المستخدمة في تحريض اباضة الـ نوق المانحات (بروجستيرون hCG أو GnRH) عدا FSH؛ وفي جميع الحالات يجب فحص الـ نوق المستقبلات في اليوم الذي يتم فيه النقل للتأكد من حدوث الإباضة إما براسم الصدى أو بفحص البروجستيرون.
نقل الأجنة
يتم ذلك بإحدى الطريقتين الجراحية وغير الجراحية، وتعتمد الطريقة الجراحية في اللاما عموما، وتنفذ عملية نقل الأجنة في الإبل وحيدة السنام بالطريقة غير الجراحية حيث يتم إيداع الجنين عبر عنق الرحم في الرحم مباشرة ويستخدم لذلك مسدس التلقيح للأبقا، ويتراوح معدل نجاح النقل بين ٨ و ٥٠% حيث تتأثر نسبة الحمل بالفصل ونوعية الـ نوق المستقبلة والتزامن.
تجميد الأجنة
يقدم تجميد الأجنة فرصة لخزنها فترة طويلة ولنقلها بين البلدان وتتم طريقة التجميد بشكل يشابه طريقة الأبقار حيث تُضاف مواد حافظة وغليسيرول على ٤ مراحل ويتم التجميد بالتدريج ضمن مجمد آلي.
تحديد الجنس في الأجنة
تعد عملية معرفة جنس الجنين مهمة في جمال السباق ويمكن تقسيم التقنيات المتبعة لتحديد الجنس إلى نوعين:
1) فصل الحيوانات المنوية الحاملة للمورث X عن الحاملة للمورث Y واستخدام النطاف المرغوب فيها للإخصاب
تختلف سرعة الحركة والكتلة والشحنة الكهربائية بين نوعي الحيوانات المنوية ولكن اعتماد طرائق تعتمد هذه الاختلافات لم تنجح غالباً وقد استنبطت طريقة حديثة Flow Cytornetry لكشف الاختلاف اعتمادا على محتوى DNA في الصبغيات X و Y حيث يقدر الاختلاف بنسبة ٣,٥ – ٤,٥ ويتم تصنيف الخلايا بتعديل المجال الكهربائي الذي يوجه الحيوانات المنوية إلى أحد الجوانب طبقاً لكثافة التألق وتبلغ دقة الفصل نحو ٨٥ % (بأجهزة (FACS)، وطبعاً في حال اعتمدت هذه الطريقة فيجب أن يتم الإخصاب في الأنابيب IVF.
2) تحديد جنس الجنين بعد الجمع ونقل الأجنة من الجنس المطلوب
تنفذ هذه التقنية من خلال خزع بعض الخلايا من الجنين المستحصل عليها بطريقة الجمع العادية وفحصها باستخدام أجهزة خاصة وبطريقة دقيقة للغاية (جهاز PCR جهاز الرحلان الكهربائي) يكتشف من خلالها تسلسل DNA عن طريق تفاعل حلقة Polymerase حيث يتم تضخيم تسلسل DNA ثم فحص تسلسله الذي يختلف في الجمال عن الـ نوق، وتستغرق هذه الطريقة فترة زمنية تتراوح بين ٦ – ٨ ساعات
مقالة ذات صلة: رعاية صغار النوق (الحيران) – رعاية مواليد الإبل
وفي الختام، اتمنى ان تكون تلك المعلومات عن نقل الأجنة في الـ نوق قد افادتكم، ولو يوجد لديكم أي سؤال تأكدوا أننا سوف نجيب عليه، وكل ما نريده منكم هو رأيكم الفريد في منتجات نوق وخصوصاً حليب نوق، ونتمني منكم ان تستغلوا الفرصة التي بين أيديكم لإمتلاك نطاق نوق، فمن المؤكد أنه بعد ضياع مثل تلك الفرصة منكم، سيتملككم الندم.
المصادر
مفاهيم مهمة عن نقل الأجنة في الإبل – موقع الزعفران
نقل الأجنة في الإبل – موقع ريس الهجن