سواء في العصر الجاهلي أو في صدر الإسلام وحتى عصرنا الحاضر لا يخلو الشعر العربي من ذكر الإبل سواء كانت نوق او جمال؛ إلا أنه في العصر الحاضر اقتصر ذكر الإبل فيه على الشعر العامي (النبطي)؛ ومثلما تغنى الشعراء الفصحاء بنجائب الإبل كذلك تغنى الشعراء (النبطيون).
ونحن في هذه المقالة سوف نضرب الكثير من الأمثلة عن روعة الشاعر النبطي وهو يمدح الإبل سواء كانت نوق او جمال؛ ومحركنا الأساسي في شركة شركة نوق NOUG هو محبة الـ نوق وكل ما يخصها وخصوصاً حليب نوق؛ فهل انت مثلنا؟.
الإبل في الشعر النبطي (العامي) – الجمال والنوق في الشعر النبطي
الشعراء العاميين او ما يطلق عليهم الشعراء (النبطيون) أكثروا في شعرهم بالإبل سواء كان نوق او جمال وأجادوا في وصفها فقد مدحها شيخ العشيرة ومدحها الراعي ومدحتها النساء في أشعارهن.
فقال سعدون العواجي :
ياراكب من عندنا فوق نسناس – يشدى ظليم جافل مع خمايل
زين القفا ناب القرا مقعد الراس – ومعرب من ساس هجن أصايل
وقال مسعود عبد ابن هذال :
وخلاف ذا ياراكب فوق منسوم – يقطع قراريص الرسن والخطامي
ومن قول رميح الخمشي :
يا راكبين أكوار حيل مواجيف – شيب الغوارب والملاكد مجاهيم
وقال رميح أيضا :
أنحو عليه مير دنو مرادي – حمراء فتاتيره قصار متاريس
من كثر مامسو عليها الشدادي – عرندسه وجلا وشيبا نسانيس
أنا أذكر الله يوم تمرس تشادي – تشدي ظليم سابق الدحو دلميس
يصف سرعتها بسرعة النعامة وكثيرا ما توصف النجائب بالنعام.
وكم كانت الإبل ومحبتها والطمع (في كسبها) سببا في كثير من الحروب القبلية والمشاجرات ويصف ذلك قول تركي بن حميد:
وحنا لحقنا فوق قب قرح – كله لعين البل وحلو البانها
وش عذرنا من دون حلوات اللبن – لاضيعت بالمعركة حيرانها
لامن عج الخيل ثور دونها – ورمت تواديها بحث أثفانها
يقول إننا لحقنا فوق خيولنا الأصايل للذود عن إبلنا المنهوبة وليس لنا عذر إذا لم ندافع عنها عندما يفزعها الأعداء فيتسببون في فقدها (لحيرانها) ويزعجها الأعداء بالركض أثناء المعركة فتتساقط تواديها عندما تضرب أثدائها المصرورة والمليئة باللبن بأثفانها من جراء الجري والاجتلاد في ميدان المعركة.
وقال ناصر بن هادي القحطاي:
الرابح اللي ماحضر بالا ميلاح – ولاشاف لجة خلجنا بالمراحي
ماحط فوق الزمل من قشنا طاح – ولاغبني كود صحية رداحي
وهو يصف ضجة النوق (الخلج) في موقع (مراح) الابل ويصف النساء وهن يضعن الأمتعة (العفش) فوق ظهور (الزمل) فتتساقط بسبب الفزع والقتال ويقول : إنه لم تفزعه المعركة بقدر ما أفزعته صيحة واحدة من النساء هي (رداح) فربما أنها كانت تستنجد به ولذلك شعر بالغبن لهذه الصيحة التي لا يمكن أن يسمعها عربي شهم إلا وتستثير حميته ونخوته.
وتقول الشاعرة (ذكر بنت العواجي) في وصف الابل :
توى لقيت الهجن باكوارهن كيف – باكوارهن ينسى هوى كل غالي
ياراكبين اكوارحيل مواجيف – حراير يزهن جديد الدلالي
وتتابع وصفها فتقول :
لاصدرن من ماردن عدهن عيف – بوسوطهن ما أحلى وسوم الحبالي
ومن روائع الشعر الشعبي (النبطي) في وصف نجائب الإبل قول الشاعر الذي أبدع كثيرا في وصف النجائب من الإبل : ذلك هو الشاعر (خلف أبو زويد الشمري) الذي قال :
ياالله ياعالم خفيات الأسرار – حليم ماتغبى عليك الجحاده
تفرج لقلب دب الأيام محتار – الى قلت هودجاه يوم وزاده
قلب غدا لمذلق الشوك محضار – سدر بساتينه وطلح بلاده
من عقب ذاياراكب فوق مذعار – ما فوقه الا مزهبه مع شداده
حمرا سناعينه تشادى سنانار – تقلب كما المشهاب عقب السواده
عين العديم لياسمع صحية لجار – وعى وله عند الملازيم عاده
وللشاعر خلف أبو زويد في وصف النجائب شعر جميل حيث يقول :
ياراكب اللي للفيافي تموطي – سربال دو ماتليش بنويه
حمرا حقبها للملوح ينوطي – يشوق قطاع الخرايم ركوبه
ويقول الشاعر ابو زويد ايضا :
ياراكب اللي كنها سلوع الذيب – حمرا ولاعمر الحوير غذية
حمراوتكسرمن عياها المصاليب – الا وتوه في جهلها منيبه
حمرا وتعبا للسهال اليعابيب – عليه بعيدات الموارد قريبه
الى روحت مع سهلة له ضواريب – تطوى بيمناها والأخرى جنيبة
ويقول الشاعر ابو زويد ايضا :
حيل يشادن ممرسات المحاحيل – الى قلت بادن هاظ مكنونهن زاد
تلقا على أثرهن قطيع المخاليل – تدويج يتمان على كرمة أجواد
فان نوخوهن العيال المشاكيل – على طرف قوم يحوفون الأذواد
يشدن تحلفز رجعن تالي الليل – جاهن خبرعرس وهن قبل رقاد
ومن الوصف الجميل قول ساكر الخمشي :
أنا شفاتي حايل حيلوها – الى مانبا فوق الأباهر شحمها
مثل القمور ديودها ماحلبوها – صنعت بدن فخذه وراسه وفمها
شيبا ظهر من كثر ماغر بلوها – ماهيب رغاية ضبوح بنسمها
يرجون ورد الماء الى وردوها – الى حلفي تالي الركايب وهمها
زبن الثين بسهلة مامشوها – الى جاتهم شمس أكلهم وحمها
الى حداهم واهج وجلدوها – تكسر مضاريس الرسن من عدمها
عيون النطول وسرقته قد لقوها – نتفو سواعد لحيته ماحشمها
تشدى تجوض خفرة جوزوها – قليل بصر ومن نهارة غشمها
اسبق من اللي بالولع رددوها – تزبنت قور تقادح رضمها
أما عن ذكر الخلوج فيقول الشاعر محمد بن حويل :
ياحن قلبي حن خلج على حوار – تجاذبن الصوت يوم افقدنه
أو وجد عود قاصر الشوف – محتار على عياله جر تسعين ونه
ويحزن الشاعر لحزن ناقته مشاركاً إياها هذا الحزن، يقول خلف بن هذال:
الذود يا هذال يصخم حنينه – ما بين شبك وبين قصر ودماله
وأم الحوير اليوم شينه – رد الحوير وفك عنها الشمالة
العين يوم تشوف ريمه حزينة – يسرح بها قلبي ويضوي لحاله
والفاطر العوجا عليها غبينة – إن رجّعت للحوش جبن ونزاله
سقها برفق وخلها في سكينة – تمشي ويسقيها المطر من خياله
إن عاش رأسي يالحيا تاصلينه – وتبدلين السر قفرٍ بداله
مقالة ذات صلة: الجمال والنوق في الشعر العربي – الإبل في الشعر العربي
مقالة ذات صلة: معنى كلمة نوق في اللغة
والسؤال لك الآن عزيزي القارئ، ما هي أكثر آبيات حازت علي إعجابك، وما هو أكثر منتجات نوق تقوم بتفضيلها؟، شخصياً انا أحب حليب نوق؛ ونود ان نلفت انتباهك الى اننا في شركة نوق NOUG قد قررنا عرض نطاق نوق للبيع، وهذه فرصة لن تتكرر كثيرا، فسارع بالشراء.
المصادر
شواهد من الشعر الشعبي في مسميات الابل الركوب – جريدة الرياض
الإبل في التراث الشعري ماضيا وحاضرا – البادية اليوم