اشتهر العرب بفصاحة اللسان، ودقة البيان، والتصوير، والوصف، وقوة المعنى، وسعة الخيال في اختيار ما يناسب من الكلم في تعريف أصغر ما يحيط بهم واكبره؛ ونحن في شركة نوق NOUG لا يخفي علينا ان بعض محبيها وقراء موقعنا لا يعلمون معنى كلمة نوق في اللغة ولذلك خصصنا تلك المقالة لهذا الغرض؛ ونحن في البداية لزاما علينا ان نوضح في البداية المقصود بالإبل ثم سننطلق من هناك في موضوع مقالتنا.
المقصود بالإبل في اللغة
ذكر الرازي في مختار الصحاح : « الإبل لا واحد لها من لفظها، وهي مؤنثة لأن اسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت لغير الآدميين فالتأنيث لازم لها، والجمع (آبال)؛ واذا قالوا ( إبلان) فانما يريدون قطيعين من الإبل، و(الأبلة) بفتحتين الوخامة والثقل من الطعام،.
وأراض مَأْبَلة : ذات أبل، ، وَالنِّسْبَةُ إِلَى الْإِبِلِ (إِبَلِيٌّ) بِفَتْحِ الْبَاءِ اسْتِيحَاشًا لِتَوَالِي الْكَسْرَاتِ، وإبل أُبّلٌ أي مهملة، وأبلت الإبل والوحش تأبل وتابل أبولا، أي اجتزات بالرطب من الماء، وأبل الرجل بالكسر يأبل أبالة، مثل شكس شكاسة، وتمه تماهة، فهو أبل وآبل، أي حاذقٌ بمصلحة الإبِل..
وفلان من آبل الناس أي من أشدهم تأنقاً في رعيه الإبل وأعلمهم بها، وتأبل الرجل أي اتخذ ابلاً واقتناها، وأبلت الإبل أي اقتنيت، فهي مأبولة، وفلان لا يأتبل أي لا يثبت على الإبل اذا ركبها، وكذلك اذا لم يقم عليها فيما يصلحها، والإبالة بالكسر : الحرفة من الحطب ولهذا فإن كلما الابل تطلق على الذكور والإناث على حد سواء.
مقالة ذات صلة: ذكر الإبل والنوق في القرآن الكريم
المقصود بكلمة نوق في اللغة
النَّاقَةُ هي الأنثى من الإبل، وقال أبو عبيدة: ولا تسمَّى “نَاقَةً” حتّى تجدع، والجمع “أَيْنُقٌ” ، و “نُوقٌ” ، و “نِيَاقٌ” ، و “اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ” اي تشبه الجمل بالنّاقة؛ وحسب معجم مقاييس اللغة لابن فارس نوق : أصل يدلّ على سموّ وارتفاع : وأرفع موضع في الجبل نيق ، والأصل الواو ، وحوّلت ياء للكسرة الّتي قبلها، وممكن أن يكون الناقة من هذا القياس، لارتفاع خلقها.
وقد تم ذكر كلمة نوق جمع للناقة في عدة مواضع في الشعر العربي مثل قول المفتي عبداللطيف فتح الله:-
أَحادي نوقِ العِشقِ كَم أَنت جالِس – أَعَنْ سوقِها يَحلو لَديكَ التّقاعسُ
أَلا اِرمِ بِها صَدرَ الفَيافي فَإِنّها – شَماليل مِثلُ البرقِ شوس دَلاعسُ
وقول الشاعر الطغرائي: لمنْ في عِراصِ البيدِ نُوقٌ مَطَاريبُ – يُدَرِّسُها رجعَ الحداءِ الأعاريبُ
وقد تجمع الناقة أيضاً على نياق مثل ثمرة وثمار ، إلا أن الواو صارت ياء للكسرة قبلها ، وأنشد أبو زيد للقلاخ بن حزن :
أبعدكن الله من نياق – إن لم تنجين من الوثاق
المقصود بكلمة الجمل في اللغة
من الابل الذكوروالجمع ( جمال ) و( أجمال) و( جمالات) و ( جمائل)، والجمالة : أصحاب الجمال؛ ويعتقد بأن أصل كلمة جمل من (الجميل) وهو الشحم المذاب ، ولذا فإن كلمة الجمل اشتقت من كلمة الجميل لما يختزنه الجمل من شحم في سنامه، وقد قالت امرأة لابنتها:
تجملي وتعففي: أي كلي الجميل واشربي العُافة: وهي ما بقي ي الضرع من اللبن (حيث يكون الدسم كثيراً في القطران الأخيرة من اللبن حين الحلابة )؛ والجامل : القطيع من الإبل من رعاته وأربابه قال الشاعر: لهم جامل ما يهدأ الليل سامره؛ وتقول استجمل البعير أي صار جملاً، وانما يسمى جملاً اذا أربع ، ورجل جمالي بالضم والياء المشددة أي عظيم الخلق ، وناقة جمالية : تشبه بالفحل من الإبل في عظيم الخلق .
المقصود بكلمة البعير في اللغة
البعير من الإبل بمنزلة الإنسان من الناس، ويقال للجمل بعيروللناقة بعير، والجمع أبعرة وأباعر وبعران؛ وفي الوقت الحاضر تطلق كلمة بعير على الذكور من الإبل فقط ، وقد جاء في لسان العرب : أن البعير هو الجمل البازل ، وقيل الجذع وقد يكون للانثى ، وحُكى عن بعض العرب : شربت من لبن بعيري، وصرعتني بعيري اي ناقتي.
قال ابن بري: أباعر جمع أبعرة، وأبعرة جمع بعير، وأباعر جمع الجمع، وليس جمعا لبعير، وشاهد الأباعر قول يزيد بن الصقيل العقيلي، أحد اللصوص المشهورة بالبادية وكان قد تاب:-
ألا قل لرعيان الأباعر أهملوا – فقد تاب عما تعلمون يزيد
وإن امرأ ينجو من النار ، بعدما – تزود من أعمالها لسعيد .
وقال الجوهري : والبعير من الإبل بمنزلة الانسان من الناس ، يقال للجمل بعيروللناقة بعير، وقال : وانما يقال له بعيراذا أجذع؛ ويقال : رأيت بعيراً من بعيد، ولا يبالي ذكرا كان أوأنثى .
وبنو تميم يقولون : بِعير، بكسر الباء ، وسائر العرب يقولون بَعير، وهو افصح اللغتين ؛ وقول خالد بن زهير الهذلي :
فإن كنت تبغي للطلامة مركباً – ذلولاً فإني ليس عندي بعيرها
وقد ذكرت كتب اللغة أنه جرى في مجلس سيف الدولة بن حمدان حوار، وكان السائل فيه ابن خالويه ، والمسئول المتنبي ، وقال ابن خالويه : و البعير ايضاً الحمار وهو حرف نادر القيته على المتنبي بين يدي سيف الدولة، وكانت فيه خنزوانة وعنجهية ( أي المتنبي ) فاضطرب فقلت : المراد بالبعير في قوله تعالى : ولمن جاء به حمل بعير، ( الحمار)، فكسرت من عزته، وهوأن البعيرفي القرآن الكريم هو الحمار، وذلك أن يعقوب وإخوة يوسف عليهم الصلاة والسلام، كانوا بأرض كنعان وليس هناك إبل ، وانما كانوا يتمارون على الحمير.
قال الله تعالى « ولمن جاء به حمل بعيل» ( أي الحمار)، وكذلك ذكره مقاتل بن سليمان في تفسيره؛ وفي زبور داوود: أن البعير كل مايحمل، ويقال لكل ما يحمل بالعبرانية بعير؛ وفي حديث جابر: استغفر لي رسول الله ا ليلة البعيرخمساً وعشرين مرة، هي الليلة التي اشترى فيها رسول الله من جابر حماراً وهو في السفر.
مقالة ذات صلة: الجمال والنوق في الشعر العربي – الإبل في الشعر العربي
وفي الختام يجب ان اسألك عزيزي القاري، هل كانت المقالة مفيدة، وما هي أكثر منتجات نوق إثارة للإعجاب بالنسبة لك، شخصيا حليب نوق هو المفضل لي؛ وأود ان الفت إنتباهك صديقي ان نطاق نوق معروض للبيع، وتلك فرصة ذهبية، فسارع وقم بشرائه.
المصادر
شارك المقال