الإبل سواء كانت نوق او جمال أمرنا الله عز وجل ان نتفكر في خلقها، وأول شيء يستطيع المسلم فعله لتنفيذ أمر الخالق عز وجل هو معرفة صفات الإبل، ولذلك خصصنا نحن في شركة نوق NOUG تلك المقالة لهذا الموضوع، ودافعنا هو نشر تلك المعرفة الهامة بين جميع خلق الله، ثم بعد ذلك كان دافعنا هو حب منتجات نوق وخصوصاً حليب نوق.
ذكاء الإبل – ذكاء النوق والجمال
يعتبر الكثير أن الإبل أذكي المجترات، ويذهب البعض أبعد من ذلك ويعتبرها من أذكى المخلوقات ما عدا الإنسان لأنه ناطق ولو كانت تنطق فقد تقارب ذكاء الإنسان، فالإبل لها اقتدارا غريبا على كشف المياه، ولها اقتدارا أكثر في كشف ما يدور في أذهان أصحابها وقراءة أفكار أهلها، والدليل على ذلك أن أصحابها يركبون على ظهورها و يوجهونها إلى الجهة التي يرغبون الذهاب إليها وينامون على ظهورها فتتجه إلى المكان المقصود وعندما تصل إلى المكان الذي يريده صاحبها تتوقف ولا تبرك، لأنها تعلم أن صاحبها نائم وأنها عندما تبرك فا نه سوف يسقط وإذا سقط وهو نائم فلا شك أنه سوف يصاب، فسبحان الذي سخرها وذللها لنا.
ومن الأشياء التي تدل على قدرة الإبل في مجال الرصد والفلك أنها عندما يحين موسم الأمطار وترى البرق فإنها تستطيع تحديد مواقع هطول الأمطار ومنابت الأعشاب فتنزع إليه عندما ينبت العشب ويعني هذا أنها بيتت الذهاب إليه إلى أن يحين الوقت المناسب وهذا يدل على أنها تتمتع بعقل وحكمة فائقة.
صبر الإبل – صبر النوق والجمال
توصف الابل بقوة التحمل والصبر، فهي توصف بقوة التحمل لما يوضع على ظهورها من الأحمال، وقوة الصبر على الألم في حالة إصابتها، وقوة الصبر على تحمل العطش، إذ أن البعير هو أكثر الحيوانات صبرا وتحملا للعطش فقد يصبر عن الماء مدة قد تتجاوز الستة أشهر في أيام الربيع إذا توفر له العشب الأخضر وعدم الاجهاد بالركوب أو نقل الأحمال.
وكذلك في الصيف إذا توفرت له بعض النباتات الخضراء مثل (السعدان) (والحماط) (والخمخم) فإنه لا يلتفت ولا يهتم لشرب الماء خصوصا إذا كانت موارد المياه بعيدة عنه والأرض التي هو فيها خصبة المرعى ولا يرغب مفارقتها فإنه يحتال على العطش بأكل الأعشاب الغضة أثناء الليل أما في النهار فإنه يلتصق في ظل أحد الأشجار بحيث تكون في مكان يهب عليه فيها الهواء وينتظر حتى تميل الشمس الى المغيب أو حتى تغرب فينهض من مبركه ويستمر في الرعي معظم الليل حتى يظهر النهار، وهكذا فلايحس بالعطش معظم أشهر الصيف.
وهذا التصرف الذكي يدلنا على أشياء كثيرة عن هذا الحيوان الذي يستطيع أن يبصر أثناء الليل ويدلنا على أن الله وهبه ذكاء غريزيا يعرف أن العرق أثناء النهار يفقد جسمه كمية من الماء لذلك نجده يبرك في ظل شجرة في مكان مرتفع بحيث يهب عليه الهواء من جميع الجهات لكي يقلل من إفراز العرق من جسمه، ويقال إن الإبل تحتفظ ببعض (الماء في أخفافها)، والماء الذي في أخفاف الإبل جعله الله عونا لها أثناء السير، حيث تسير على وسائد لينة من النسيج الطري فلا تمل من المسير ولا يرهقها المشي على الأرض الصلبة أو اللينة الرملية، أما أن الماء الذي في أخفاقها يمنع العطش فهذا غير معقول.
ومثل ما أن الابل قوية الإبصار في الليل وفي النهار فإنها كذلك قوية السمع وقوية حاسة الشم اذ أنها تستطيع شم رائحة الماء أو الاحساس بوجوده من مسافات بعيدة، ومثل صبر الابل عن الماء فإنها تصبر على نقل الحمل مهما ثقل على ظهورها حتى لو جرحها ولذلك ضرب فيها المثل بالصبر.
مقالة ذات صلة: التشوهات الخلقية في الإبل – التشوهات الخلقية في النوق والجمال
مقالة ذات صلة: تحمل العطش والجوع عند الإبل (النوق والجمال)
الحقد والغيرة والانتقام عند النوق والجمال (الإبل)
تعد الإبل من الحيوانات الغيورة على إناثها، فعلى سبيل المثال لو قدم في موسم الضراب (التزاوج) إلى القطيع جمل غريب فإن الفحل الموجود فيه يقوم بمهاجمته وطرده، ولا يدعه يقترب من إناثه ، إذا ضربت العرب المثل فقالوا : ” أغير من جمل “، كما تتمتع الجمال بغريزة الانتقام فلا تنسى من يؤذيها، ولذاك تظل حاقدة على المسيء لها حتى تنتقم منه، ولو بعد زمن طويل، لذا تقول العرب في بعض أمثالها: “أحقد من جمل ” ويقول الشاعر الشعبي إبراهيم بن جعثين:
وعاشرها عدوك ما يودك – ترى قلبه عليك اله اشتعالي
ولو يعطيك لين من اسانه – فهو مثل الحقود من الجمال
وقد أورد الحبردي قصة مشهورة ذكر فيها أن رجلاً ضرب جملاً هائجا لطرده حتى لا يلقح بعض النوق المجاسير، وبعد مرور عامين نسي الرجل ما فعله به فركب عليه رديفاً مع صاحب الجمل ، وعند نزوله التفت إليه الجمل وأطبق فكيه على قدمه وأخذ يجري به ايبرك عليه ويسحقه بزوره، ولكن صاحب الجمل لحق به وضربه بخنجر كان معه عدة ضربات، فلفظ الجمل قدم الرجل بعد أن طحنها، ومما لاشك فيه أن الإبل تعلم أن سلاحها في أنيابها وقوائمها وفي قوة زورها عندما تبرك على شيء، وربما يعد الرمح بالرجل والهبد باليدين سلاحاً فتاكاً من أسلحتها تستغلها في الانتقام.
الخوف عند الإبل – الخوف عند النوق والجمال
الإبل حيوانات حذرة، تسهل اخافتها فيكفي لذلك الوثوب أمامها فجأة، أو اقتراب سيارة منها، أو حتى مجرد سقوط متاع (أغراض) من على ظهورها ، وفي هذا يضرب المثل العربي «ضرب على جهازه» وأصل المثل أن الجمل إذا سقط عن ظهره القَتَبُ بأدواته ووقع بين قوائمه فإنه ينفر منه ويشرد عنه، كما أن احساسها بأية حركة غير عادية يقوم بها الراكب تؤدي إلى اخافتها، وقد تخاف من شعر حاجبيها وفي هذا ضربت العرب المثل فتقول: “«”كل أزب تفور” والأزب من الإبل هو الذي يكثر شعر حاجبيه، ويكون الأزب نفوراً لأن الريح تحرك شعر حاجبيه، فيظن أن أمامه شيئاً فينفر.
فالجمل يخاف – مع عظم حجمه – من أصغر الحيوانات، وقد اعتاد البدو أن يقعقعوا في شنة، والشنة هي القربة البالية، والقعقعة تكون بوضع الحصا فيها وتحريكها فيسمع منها صوت إذا أرادوا إزعاجه أو إخافته، فيهرب من صوتها، ولذلك قال النابغة الذبياني: كأنّك من جمال بني أقيش … يقعقع خلف رجليه بشنّ
ومن المشاهد أن الإبل أكثر ما تخاف حينما تكون مطلقة، ولا سيما إذا انقطعت عن القطيع، أو شعرت بانفرادها وهي سارحة ترعى، فتراها قلقة مضطربة، وقد ورد في الشعر العربي القديم إشارات تدل على خوف الجمل، منها قول علقمة بن عبدة يصف ناقة: تلاحظ السوط شزرا وهي ضامرة كما توجس طاوي الكشح موشوم؛ ويقصد بذلك أن الناقة تنظر شزراً ( بمؤخرة العين) إلى السوط الذي سيقع عليها، دون أن ترتاح أو تجتر بل عاضة على أنيابها كأنها ثور وحشي يقف متحفزاً.
ومع كل هذا فقد لوحظ أن الإبل لا تضطرب أثناء استخدامها في الحروب عند إطلاق النار من الراكب عليها.
مقالة ذات صلة: أمراض النوق والجمال – أمراض الإبل في الوطن العربي
عاطفة الأمومة عند النوق والجمال – عاطفة الأمومة عند الإبل
تحرص الناقة على مولودها حرصاً شديداً، فهي ترعاه منذ ولادته إلى أن يصبح قادراً على الاعتماد على نفسه، فإذا فقدت الناقة وليدها فإنها لا تهدأ، بل تظل متنقلة من مكان إلى آخر للبحث عنه حتى تجده. وهناك قصص قريبة من الأذهان تدل على عاطفة الأمومة عند الإبل، ومنها قصة خلوج ابن الرومي، وهو تاجر إبل مشهور وكانت عنده ناقة نجيبة ثمينة، فدخل يوماً إلى حوش الإبل ومعه ابن له صغير في الثالثة من عمره فرمـحتـه الناقة فمات في الحال.
فغم الرجل وحزن على ابنه حزنا شديداً، ولم يهن عليه التفريط فيها لنجابتها وقيمتها عنده، فتركها حتى لقحت، وعندما ولدت أخذ ولدها وذبحه أمام عينيها، فحنت وحزنت وبركت وتم رغت وصارت تضرب بجسمها الأرض، وبقيت مدة طويلة لا تأكل ولا تشرب حتى هزلت وكادت تموت.
وبعد فترة لقحت مرة أخرى، ففعل بها مثلما فعل في الأولى، ففعلت أكثر مما فعلت في المرة الأولى، ثم تعزت ولقحت للمرة الثالثة، فلما رأت ذلك وقفت على رجليها وحنت حنة عميقة بصوت مرتفع وضربت بنحرها الأرض وخرت ميتة ، وعندما تم شق جوفها وجد أن قلبها قد انفجر وتمزق تمزقاً، وعلى الرغم من المبالغة الظاهرة في هذه القصة من الناحية العلمية، إلا أن قصة هذه الناقة اشتهرت شهرة عظيمة وأشار إلى حنتها الشعراء. فقال فهاد بن مسعر العاصمي:
ياونة ونيتها يابن نصار – ما ونته قبلي خلوج ابن رومي
وقال عبدالرحمن بن ناصر اللحيدان:
لي يا خلف لي يا ذلول ابن رومي – أتعبتني وأنا على الغالي انخاك
دنياك هذي بالتفاريق تومــــــي – صبور ما تمضي سوى هاك أوهاك
وتظهر عاطفة الأمومة عند الإبل عندما يراد حلب الناقة، فهي لا تدر الحليب دون أن يكون وليدها هو البادئ بلمس حلمات ضرعها، أي أن يقوم الحوار في البداية بتحنينها، ثم يبعده الراعي، أو يترك له خلفاً واحداً فقط عندما تبدأ الناقة بالإدرار، وقد تدر الناقة اللبن دون أن يقوم وايدها بتحنينها إذا كانت مسوحاً أو مريا، ويطلق هذا اللفظ في بادية الجزيرة العربية على النوق التي تدر اللبن بمسح الراعي على الضرع، لذلك يصطفى بعض الرعاة عدداً محدوداً من النوق الخاصة به ليقوم بتعويدهن على إدرار اللبن دون الحاجة إلى وجود حوار.
ويحدث في بعض الأحيان أن تلد الناقة ويموت حوارها بعد فترة، فيقوم الراعي بسلخ جلد الحوار، وحشوه ببعض الأعشاب أو الحطب، أي أنه يقوم بتحنيط الجلد ثم حشوه، ويسمى (البو) فيمرر على الناقة لتشمه، فتقوم بإإدرار اللبن.
وفي الختام، هل هناك صفة من صفات الإبل لم نذكرها، وهل هناك صفة من صفات الإبل لفتت نظركم، فكل ما نريده منكم هو مساهماتكم معنا في تلك المقالة لكي تعم الفائدة، وأيضاً نتمنى ان تخبرونا برأيكم في منتجات نوق وخصوصاُ حليب نوق، ونتمني ان تستغلوا الفرصة التي نضعها بين أيديكم لشراء نطاق نوق، فمثل تلك الفرص لن يتكرر.
المصادر
شارك المقال