بسبب حب العرب للإبل سواء كانت نوق او جمال، ضربوا بها الأمثال المشهورة، والتي من الممكن ان تكون سمعت أنت عن بعضها، ولكن قليل من سيعرف أصل تلك الأمثال و الحكمة من ورائها، وهذا ما سنبينه نحن شركة نوق NOUG في تلك المقالة. وللعلم نحن لم نتناول الإبل في الأمثال الشعبية فقط، ولكن تناولنا كل شيء عنها بالتفصيل، فبسبب منتجات نوق وحبنا لها وخصوصا حليب نوق قمنا بكتابة تلك المقالات.
الإبل والنوق في الأمثال الشعبية – الجمال والنوق في الأمثال الشعبية
كثيرة هي الأمثال التي ضربها العرب مستشهدين بالإبل بها، ولعل أشهر هذه الأمثال التي لا زلنا نردده في حاضرنا وهو:
1. يخبط خبط عشواء
والعشواء هي الناقة ضعيفة البصر التي لا تستطيع تمييز ما امامها فتخبط بيديها كل ما مرت به، ولا تعرف جادة الطريق فتؤذي أو ينالها الأذى ؛ ويُضرب هذا المثل للشخص الذي ليس له هدف أوطريق واضح في حياته أو سلوكه أوتصرفاته .
يقول زهير بن ابي سلمى في معلقته الشهيرة:
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب – تمته ومن تخطى يعمر فيهرم
يقول: رأيت المنايا تصيب الناس على غير نسق وترتيب وبصيرة، كما أن هذه الناقة تطأ على غير بصيرة، ثم قال: من أصابته المنايا أهلكته ومن أخطأته أبقته فبلغ الهرم
مقالة ذات صلة: حكايات غريبة عن الإبل – حكايات غريبة عن نوق والجمال
2. استنوق الجمل
ومن الأمثال المشهورة ايضا قول طرفة بن العبد حين سمع حاله جرير بن عبد المسيح، الملقب بالمتلمس ينشد في مجلس لبني قيس شعرا في وصف جمل ، وحين وصل خاله بوصفه للجمل الى هذا البيت ، وَقَد أَتَناسى الهَمَّ عِندَ اِحتِضارِهِ – بِناجٍ عَلَيهِ الصَيعَرِيَّةُ مُكدَمِ
صاح طرفة “استنوق الجمل”، وذلك لأن الناجي هو الجمل ،والصيعرية سمة توسم بها الـ نوق فقط ، فسار قول طرفة مثلاً في التخليط ووصف الشيء بغيره؛ ويذكر بأن خاله عندما سمعه قال له أخرج لسانك ، فأخرجه فقال وهو يشير الى رأس طرفة ولسانه : ويل لهذا من هذا أي ويل لرأسك من لسانك، وقد صحت نبوءة خاله فيه فقتله شعره .
3. اشرب شرب الهيم
والهيم هي الإبل الظماء وقال بعضهم الهياُم بالضم أشد العطش،والهِيام بالكسرالإبل العطاش ، الواحد : هيمان . وناقة هيمى مثل عطشان، عطشى، وقوم هيم اي عطاش؛ وقوله تعالى : فشاربون شرب الهيم، هي الإبل العطاش.، وقيل الرمل لا يرويها ماء السماء .
4. لكل أناس في بعيرهم خبر
يروى أن العلباء بن الهيثم السدوسي وفد على عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حاجة، وكان العلباء رجلاً اعور دميم الخلقة ولكنه جيد اللسان حسن البيان، فلما تكلم احسن؛ فصعّد عمر فيه بصره، وصوبه ، فلما فرغ قال عمررضي الله عنه : ” لكل أناس في بعيرهم خبر”، أي لهذه الفصاحة اختاروه قومه ليتكلم لأنهم أعرف الناس به وبفصاحته، ولا يظن من رآه أنه يجيد ما أجاد .
5. أخف حلماً من بعير
تضرب العرب البعير مثلاً لأحلام السخفاء ، وذلك لأن الإبل من الحيوانات التي تتصف بتقلب امزجتها وسرعة غضبها، كما يقول الشاعر:
وقد عظم البعير بغير لب – فلم يستغن بالعظم البعير
يصرفه الصبى بكل وجه – ويحبسه على الخسف الجرير
وتضربه الوليدة بالهراوي – فلا غير لديه ولا نكير
فإن أك في شراركم قليلًا – فاني في خياركم كثير
الخسف: القهر والظلم، ولا يصرف منه الفعل وإنما يقال: سامه الخسف أي ظلمه، والجرير قطعة حبل أو تر يشد في خطام البعير، والهراوي: جمع هراوة هي العصا؛ والمعنى: إن الفخر في الكرم لا العظم الذي لا غناء عنده كالبعير لم يغنه عظمه يصرفه الصبي وتضربه الراعية، فلا يقدر أن يغير أو ينكر، ثم قال: فإن لم يعرفني شراركم فاني لست منهم فإن خياركم يعرفونني لأنني منهم.
6. مثل النعامة لا طير ولا جمل
للنعامة كغيرها من الطيور اجنحة وريش ولكنها لا تطير، وهي كذلك تشبه الجمل في شكلها وحجمها وارتفاعها ، ولكنها لا تقدر على حمل ما يحمل ولا ينتفع بها فيما ينتفع به ويضرب المثل لبعض الناس لا يستطاع الحكم عليهم بخير ولا شر فلا يتقدم لمكرمة فيذكر بالخير، ولا الى شر فيذكر بالشر.
7. ماله ثاغية ولا راغية
أي ماله شاة ولا إبل ؛ الرغاء : اصوات الابل ، والثغاء اصوات الشياه. ويقال : اتيت فلاناً فما اثغاني ولا أرغاني ، أي ما اعطاني ابلا ولا غنماً .
8. أمْهِلْني فُوَاقَ نَاقَةٍ
الفُوَاق والفَوَاق: قدر ما تجمع الفِيقَة، وهي اللبن يُنْتَظَرُ اجتماعُه بين الحلبتين؛ يضرب هذا المثل في سرعة الوقت.
9. عمل به الفاقرة
وهذا القول مأخوذ من فقرانف البعير (وهو ان يحز الأنف بقطعة من الحديد أومروة ( نوع من الحجارة ) ثم يوضع الجريرعلى موضع الحز وقد لوي فيؤلمه إذا جذب، فيسير سيراً سهلاً ويذل للرياضة .
10. أحن من شارف
الشارف : الناقة المسنة وهي أشد حنيناً على ولدها
11. أخلف من ثيل الجمل
الثيل : وعاء قضيب الجمل واتجاهه مخالف للاتجاه الذي اليه مبال كل حيوان .
12. النَّاقَةُ جِنٌّ ضِرَاسُهّا
يُقَال: ناقة ضَرُوس، إذا كانت سيئة الخلق عند النتاج، وإذا كانت كذلك حامت على ولدها، وجِنُّ كل شيء: أولُه وقربُ عهده؛ ويضرب هذا المثل للرجل الذي ساء خلُقه عند المحاماة.
13. إنَّما يَجْزِي الفَتى لَيْسَ الجَملَُ
يريد “لا الجمل” يضرب في المكافأة، أي إنما يَجْزِيك مَنْ فيه إنسانية لا من فيه بهيمية، ويروى “الفتى يجزيك لا الجمل” يعنى الفتى الكَيِّس لا الأحمق.
14. الْجَمَلُ مِنْ جَوْفِهِ يَجْتَرُّ
يضرب لمن يأكل من كَسْبه أو ينتفع بشيء يَعْود عليه بالضرر.
15. لاَ أَفْعَلُ كَذَا حَتَّى يَلِجَ الجَمْلُ في سَمِّ الخِيّاطِ
يُقَال للإبرة الخيَاطُ والمِخْيَطُ
16. إِبِلِي لَمْ أَبِعْ وَلَمْ أهَبْ.
أي لم أبعها ولم أهبها. يضرب للظالم يخاصمك فيما لا حَقَّ له فيه.
مقالة ذات صلة: الجمال والنوق في الشعر العربي – الإبل في الشعر العربي
17. جَاؤُا عَلَى بَكْرَةِ أَبِيهمْ
قال أبو عبيد: أي جاؤا جميعاً لم يتخلَّف منهم أحد، وليس هناك بكرة في الحقيقة، وقال غيره: البَكْرَة تأنيث البَكْر وهو الفتيُّ من الإبل، يصفهم بالقِلَّة، أي جاؤا بحيث تحملهم بكرة أبيهم قِلَّة، وقال بعضهم: البكرة ههنا التي يُسْتَقَى عليها، أي جاؤا بعضهم على أثَرِ بعضٍ كدَوَرَان البكرة على نَسَق واحد، وقال قوم: أرادوا بالبكرة الطريقَةَ، كأنهم قالوا: جاؤا على طريقة أبيهم أي يَتَقَيَّلُون أثرَه.
وقال ابن الأعرابي: البكرة جماعة الناس، يقال: جاؤا على بَكْرتهم، وبَكْرة أبيهم، أي بأجمعهم قلت: فعلى قول ابن الأعرابي يكون “على” في المثل بمعنى مع، أي جاؤا مع جماعة أبيهم أي مع قبيلته، ويجوز أن يكون “على” مِنْ صلة معنى الكلام، أي جاؤا مشتملين على قبيلة أبيهم، هذا هو الأصل، ثم يستعمل في اجتماع القوم وإن لم يكونوا من نسب واحد، ويجوز أن يراد البكرة التي يستقى عليها، وهي إذا كانت لأبيهم اجتمعوا عليها مُسْتَقِينَ لا يمنعهم عنها أحد، فشبه اجتماع القوم في المجيء باجتماع أولئك على بكرة أبيهم.
18. كَالحَادِي وَلَيْسَ لَهُ بَعِيرٌ
يضرب هذا المثل لمن يَتشبَّع بما لا يملك
مقالة ذات صلة: الجمال والنوق في الشعر النبطي (العامي) – الإبل في الشعر النبطي
وفي الختام، أرجوا منك لو هناك مثل أنت تعرفه عن الـ نوق او الجمال ولم نوضحه في تلك المقالة ان تخبرنا به في التعليقات، ونود ان نخبرك أيضاً ان هناك فرصة لا مثيل لها ان تقوم بشراء نطاق نوق، فبادر بإنتهاز تلك الفرصة الثمينة.
المصادر
- كتاب مجمع الأمثال – [الميداني، أبو الفضل] – المكتبة الشاملة
- مكانة الإبل في الأمثال العربية – موقع المجلة العربية