أمراض النوق والجمال – أمراض الإبل في الوطن العربي

تتميز الإبل العربية سواء كانت نوق او جمال بمقاومة جيدة ضد كثير من الأمراض التي تصيب الحيوانات الزراعية الأخرى وخاصة الأوبئة الفتاكة غير أن الإبل الصغيرة أكثر حساسية للإصابة بالأمراض خاصة فى حالة التربية المكثفة، ومن أهم الأمراض التي يمكن أن تصاب بها الإبل هي الهيام، والجرب، والجدري، والتسمم الدموى، والنغف الأنفي، والتهاب الضرع، والقراع، والقراد وكذلك الطفيليات الداخلية كالديدان وغيرها من الأمراض؛ وقبل ان نوضح هذه الأمراض بالتفصيل نود ان نشير الى اننا في شركة نوق NOUG الدافع الرئيسي لنا لكتابة تلك المقالة هو تثقيف مربي الإبل العربي وحبنا الشديد لمنتجحات نوق وخصوصاً حليب نوق ، وفيما يلى فكرة مبسطة عن كل من هذه الأمراض:-

شركة نوق NOUG - نوق - حليب نوق - منتجات نوق - نطاق نوق

الجرب هو مرض جلدي شديد العدوى يكثر بمنطقة الرأس والرقبة ثم باقي مناطق الجسم قصيرة الشعر، ويظهر بشكل موسمى خلال الربيع ويقل في الشتاء.

المسبب للجرب هو قراديات صغيرة يصعب مشاهدتها بالعين المجردة يطلق عليها الحلم الحافر.

الإصابة بالجرب تنتج عن تكاثر الحلم في الجلد حيث تبيض أنثى الحلم في الأنفاق التي تحفرها في الجلد، وعندما يفقس البيض يبدأ الحلم الصغير في حفر أنفاق جديدة، مسببا التهابا جلديا وهرشا مستمرا وألما للحيوان؛ ونتيجة للإصابة يسمك الجلد ويتقشر ويتحبب ويسقط الشعر، ثم يهزل الجمل ويتشقق جلده، وتجف الإفرازات الجلدية وتصبح بلون الطباشير الأبيض، كما يتغضن جلد القوائم الخلفية والأفخاذ وحول العرقوب.

ينتشر المرض بين الحيوانات بالمخالطة أو الأدوات والأربطة.،وهو مرض شديد العدوى خاصة بين الإبل الهزيلة.

العلاج بالمبيدات الحشرية مثل اسنتول، لندان كوراك، جاماتوكس، ديازينون أو أى مبيد ينصح به الطبيب البيطرى مع اتباع النظافة العامة، وعزل الحيوانات المريضة ويفضل الرش أو التعفير الكلى للحيوان. ولا يجـدى العلاج الموضعى؛ وقد أمكن استخدام حقن افرمكيتن (ايفومك) كعلاج.

مقالة ذات صلة: تحمل العطش والجوع عند الإبل (النوق والجمال)

الهيام هو مرض في الدم يسببه طفيل صغير يمكن مشاهدته تحت المجهر في مسحة دم من الأذن ويظهر في الربيع والصيف، ويتواجد غالبا في شكل مزمن أو تحت حاد ( تحت الحاد تستعمل لوصف مرض يتطور باعتدال سريع وشديد ، حيث لا تلائم كلمة حاد ولا كلمة مزمن لوصفه)، وقد يستمر لفترة طويلة تصل لثلاث سنوات يصاب خلالها الحيوان بالهزال والإسهال وفقد الشهية وفقر الدم وشحوب الأحقان، وخشونة الجلد، وانخفاض الخصوبة أو إنتاج اللبن؛ وقد يصاب الحيوان باليرقان أو الصفراء وأحيانا تدمم البول ثم يموت الحيوان بمضاعفات رئوية وخلافه.

تتم الإصابة بالعدوى الناتجة عن انتقال الطفيل إلى الحيوان السليم بواسطة الحشرات الماصة للدم الحاملة للطفيل كبعض أنواع الذباب والبعوض، ويجوز أن تنتقل الإصابة من الناقة إلى الجنين أثناء الحمل وتبلغ فترة الحضانة من ١٠ – ٣٠ يوم ثم يحدث تورم للرقبة والبطن ونقرة العين، كما تظهر خلالها بقية الأعراض السابقة وغالبا ما يموت الحيوان ولكنه أحيانا يشفى إذا وجد الرعاية الطبية والعلاج.

الرعاية الصحية والتغذية الجيدة، مع ضرورة توفر الظل والماء البارد للحيوانات، وتجنب الأماكن الموبوءة بالذباب والبعوض، وإجراء اختبار الدم بمجرد الاشتباه بالمرض وإعطاء العقاقير التي يوصى بها الطبيب البيطرى مع التقيد بالجرعات المقترحة.

جدري الجمل هو مرض فيروسي شديد العدوى، وينتقل للإنسان مسببا إصابة طفيفة في الذراع والأصابع، يظهر على الحيوانات الصغيرة عمر ٦ شهور – ٣ سنوات كبقع جلدية حمراء اللون تتحول إلى بثور صديدية بنية اللون خاصة في السطح الداخلي للشفة وحول العينين، وفي الأفخاذ مع تورم الشفتين والعقد الليمفية تحت الفك.

تحدث الإصابة عن طريق العدوى بالملامسة أو بأي طريقة غير مباشرة، وعندما تكون الإصابة حادة تنتشر البثور بكثرة وقد تؤدى لموت الحيوان، وتكتسب الحيوانات مناعة بعد شفائها.

يجب اتباع نصائح الطبيب البيطرى وعزل الحيوانات المصابة حتى تشفى وبالرغم من أنه لا يوجد علاج للمرض إلا أنه قد يفيد استخدام دهانات مع مضادات حيوية لمسح البثرات بغرض منع الإصابات الثانوية، مع العناية بالتغذية الجيدة خاصة العلف الأخضر، وغالبا تشفى الحيوانات تلقائيا، كما أن هناك إمكانية للتحصين ضد المرض.

مقالة ذات صلة: صفات الإبل – صفات النوق والجمال

التسمم الدموي هو مرض بكتيري حاد يتميز بحمى عالية وإسهال وضيق تنفس وزيادة ضربات القلب مع تورم صلب في الحلق، وجزء من الرقبة قد يمتد إلى الكتف والأرجل الأمامية.

تحدث الإصابة بالعدوى وخاصة فى حالة الإجهاد وبرودة الجو وينفق الحيوان خلال أيام من الإصابة الحادة التي تتميز بالأورام الموضعية والتهاب الأمعاء والصدر مع نزول إفرازات من الأنف وسعال، كما يصاب الحيوان بإسهال أسود كرية الرائحة وتجهض النياق العشار.

عدم إجهاد الحيوانات بالنقل لمسافات طويلة وعزل الأفراد المصابة وتطهير مكانها وحرق روثها، وإجراء التحصين للقطيع فى حالة ظهور المرض فجأة مع المعالجة بالسلفا والمضادات الحيوية للمريض حسب ما ينصح به الطبيب البيطرى.

النغف الأنفي تسببه يرقات ذبابة النغف وهى يرقات كبيرة قد يصل طولها إلى ٣,٥سم وذات أشواك فى حلقات على طول جسمها، وتوجد في أنف الجمل وتحدث له العطاس والتهاب بالأغشية الأنفية والبلعوم وضيق التنفس وهزال وفقر دم في الحالات الحادة .

تنتج الإصابة عن وجود ذبابة النغف ونشاطها خاصة في فصل الصيف، حيث يشاهد الذباب بكثرة وهو يحوم حول أنف الجمل ليقوم بوضع بيضة داخل التجويف الأنفي، لتبدأ دورة الحياة حيث يفقس البيض وتخرج اليرقـات التـي تمر فى ثلاثة أطوار نمو متعاقبة تمكث خلالها داخل أغشية الأنف لمدة تصل إلى قرابة العام ثم تحاول مغادرة الأنف لإكمال دورة حياتها في الأرض إلى عذراء ثم ذبابة خلال قرابة شهر، وأثناء خروج اليرقة من الأنف يعاني الجمـل مـن ضـيـق شديد ويعطس مرارا ويصبح عصبيا فى حالة وصول بعض اليرقات للمخ.

مكافحة الذباب حيث إن كل ذبابة يمكن أن تضع ٥٠٠ بيضة ومحاولة تقطير بعض المبيدات في الأنف مثل كومافوس ترايكلوروفون أو أي مواد أخرى حسب نصيحة الطبيب؛ وبالرغم من أن هذا لا يعتبر مرضا خطيرا بحد ذاته ولكن وجوده خاصـة فـي الشكل الحاد يعمل على إضعاف إنتاجية الحيوان على المدى البعيد.

العشة هو مرض يشاهد على الحيوانات المذبوحة فى شكل أكياس مائية تكثر على الكبد والرئتين ولكنها توجد أحيانا فى مختلف الأعضاء الأخرى وقد وجدت في الإنسان في كثير من المواضع كالعظام والدماغ والعيون، وهي أكياس متفاوتة الحجـم تحتوى على سائل ورؤوس كل واحد منها يمكن أن ينمو إلى دودة شريطية كاملة إذا التهمه الكلب، والأكياس هي أطوار يرقية لدودة شريطية تعيش بأمعاء الكلب وهي ديدان مخنثة تفرز ألوفا من البيض في براز الكلب.

تنتشر العدوى عن طريق المراعى أو المياه الملوثة ببراز الكلاب والذي يحتوى على البيض فعندما يبتلع الإنسان أو الحيوانات الآكلة العشب بما في ذلك الأغنام والجمال والماعز والأبقار والخيول لهذا البيض فإنه يفقس في الأمعاء وتخرج منه أجنة صغيرة تخترق جدار الأمعاء وتنتقل بواسطة الدم إلى مختلف المواضع بالجسم مكونة الأكياس المائيه ونادرا ما تسبب هذه الأكياس أعراضا مرضية إلا إذا كانت شديدة غير أن الحيوانات الزراعية لها دور مهم في دورة الحياة مما يشكل خطورة على الصحة العامة نظرا لأن مخلفات الحيوانات المذبوحة والمصابة لهذه الأكياس عند التهامها بواسطة الكلاب تكمل دورة حياتها مما يزيد في انتشار المرض.

تتطلب الوقاية من هذا المرض عدم ذبح الحيوانات خارج المسلخ وعدم تمكين الكلاب والعوائل النهائية من الوصول إلى مخلفات الحيوانات المصابة بهذه الأكياس وإبادة الكلاب الضالة وعلاج الكلاب المستأنسة وإذا وجدت الإصابة في حيوان مذبوح خارج المسلخ فيجب دفن الأجزاء المصابة دفنا عميقا أو حرقها.

القراع الجلدى “القوب” هو مرض جلدي يصيب الجمال والحيوانات الأخرى والإنسان تسببه فطريات جلدية لها القدرة على البقاء حية لفترة طويلة فى حظائر الحيوانات، ويشاهد في الجمال الصغيرة خاصة فى الشتاء حيث تدخل الفطريات في الطبقة الخارجية للجلد لتتكاثر وتغزو الشعر مما يؤدى إلى سقوطه وإلى التهاب الجلد وتكون قشور من الإفرازات الجلدية التي لا تلبث أن تسقط مكونة مناطق مستديرة عارية من الشعر مختلفة الأحجام وتكثر الإصابة في الجمال في الرأس والرقبة وجانبي الجسم وتنتشر أحيانا لتعم الجسم بأكمله.

تنتشر العدوى بين الجمال بالملامسة والمخالطة ومختلف الوسائط كالأدوات والأربطة والسروج خاصة إذا كانت الحيوانات محصورة بمساحة ضيقة.

مراعاة النظافة وقواعد الصحة العامة خاصة في الجمال المرباة بالحظائر أو الأحواش الضيقة وتفادى الازدحام الشديد وعزل الجمال المريضة وعلاجها بإزالة القشور الجلدية وتنظيف مكان الإصابة جيدا ثم وضع مضاد فطری مناسب كمحلول اليود مع الجليسرين وغيره.

مقالة ذات صلة: التشوهات الخلقية في الإبل – التشوهات الخلقية في النوق والجمال

تسبب المرض أنواع مختلفة من الميكروبات ويكثر في الجمال المرباة داخل الحظائر ويعتقد أن له علاقة بنقصان ملح الطعام فى غذاء الجمال، ويتميز المرض بظهور قروح وأورام صلبة ومؤلمة خاصة في الرقبة والقوائم الخلفية وأحيانا في الظهر والسنام ويلاحظ أن الجمال تعض أو تحك هذه الأورام مما يؤدى لتقرحها وامتلائها بالصديد إضافة إلى انسلاخ الجلد وأحيانا ظهور نواسير جلدية.

تنتشر العدوى عن طريق الهواء والمعدات والأدوات الملوثة بالميكروبات كما أن الجروح الناتجة من السروج والأربطة تساعد على سرعة الإصابة.

يتم العلاج بالمضادات الحيوية خاصة البنسلين ويعطى عن طريق الحقن ويجب تنظيف القروح وغسلها بمحاليل مطهرة وتتم الوقاية بالنظافة واتباع طرق الرعاية والعناية الصحية السليمة للحيوانات.

شركة نوق NOUG - نوق - حليب نوق - منتجات نوق - نطاق نوق

هناك أنواع عديدة من الديدان يتطفل أغلبها على الجهاز الهضمي للجمال وتتوقف أهميتها علـى عـدد من العوامل كنوع الديدان وطريقة تربية الجمال وتغذيتها والموسم الخ، والديدان أكثر شيوعا في الجمال المحصورة في مساحات ضيقة كالأحواش والحظائر بعكس جمال البدو التي تعيش في بيئة صحراوية لا تساعد على حدوث إصابات عالية وأكثر الديدان شيوعا الديدان المسببة لمرض (الهلاع أو ديدان البطن الحمراء وهى ديدان صغيرة تعيش في الأنفحة وتمتص كميات كبيرة من دم الحيوان مما يؤدي في الإصابات الشديدة إلى فقر الدم والهزال الشديد والإسهال وتورم الأرجل وانحراف شهية الجمل والتهامه لكميات كبيرة من الرمل.

وحسب الدراسات فإن الإصابة بهذه الديدان تكثر مع بداية موسم الأمطار من أكتوبر وحتى فبراير، كما وجدت إصابات عديدة في الجمال بديدان الأنفحة الصغيرة (تريخوسترونجلس) وكذلك ديدان كاميلوسترونجلس ونيماتودایرس وقد وجدت أيضا ديدان شريطية من جنس مونيزيا بالجمال الصغيرة ونسبة ضئيلة من الإصابة بالديدان السوطية التي تعيش في القولون وتسبب التهاب القولون مع نزول كمية كبيرة من المخاط مع البراز، وقد وجدت أيضا ديدان بارایونیما وديدان سترونكلویدز بابللوزز في الأمعاء ولكن تأثيرها المرضى قليل كما سجلت إصابات بالديدان الكبدية والرئوية وديدان الجلد.

تنتشر أمراض الديدان الطفيلية بواسطة الأعشاب والأغذية والمياه الملوثة ببيض أو يرقات الطفيليات.

يتم علاج الطفيليات باستخدام طاردات الديدان وتوجد منها أنواع عديدة مثل التيابندزول والفينوثيازين والباربندازول وخلافه، كما تستعمل العقاقير للوقاية من الديدان بالإضافة للنظافة؛ وتنحصر الوقاية فى تجنب الغذاء الملوث بروث الحيوانات أو الرعى فى مراعى ملوثة وتفادى الإزدحام والعناية الصحية العامة بالجمال خاصة الصغيرة منها..

القراد من الطفيليات الخارجية التي تتطفل على جسم الحيوان خصوصا المناطق الرطبة والطرية منه مثل منطقة تحت الذيل والحيا والإبط والضرع وحول الأذن والعينين كما يوجد القراد أحيانا داخل الأذن وتكثر أعداده في فصل الربيع، هذا وهناك عدة أنواع من القراد الجامد تصيب الجمال خاصة القراد التابع لجنس هايلوما.

ينتقل الطفيل من حيوان مصاب إلى آخر بسهولة لقدرته على الحركة وتتلخص مضار القراد فى أنه يمتص الدم ويسبب أحيانا تكوين دمامل وهرش مما يسبب جروحا جلدية وقد تؤدى الإصابة الشديدة إلى فقر الدم والموت في الجمال كما تسبب للجمال نادرا الشلل المعروف بشلل القراد، والمعروف أن القراد ينقل بعض الفيروسات المعرضة للإنسان والتي تحملها الجمال دون ظهور الأعراض عليها.

تتم مكافحة القراد بالرش بالمبيدات الحشرية ويساعد علاج الجرب على مكافحة القراد.

وفي الختام، نتمنى نحن في شركة نوق NOUG ان يزداد الوعي بأمراض الإبل لأن هذا الوعي سوف يساعد المربين علي تجنب الكثير من الخسائر المادية والحفاظ على أرواح تلك الحيوانات التي لا تستطيع التعبير عما بها من مرض؛ وكل ما نريده منكم في المقابل هو رأيكم الصادق في منتجات نوق وخصوصاً حليب نوق، وأن لا تترددوا في إستغلال الفرصة التي نقدمها لإمتلاك نطاق نوق، فتلك فرصة ذهبية لن تتكرر مرة أخرى.

شارك المقال
Scroll to Top